جاء عيد الفطر والبلاد تعيش ازمة اقتصادية خطيرة، تغطي فتحجب الازمة السياسية التقليدية..
..ولان اللبنانيين يعتبرون الفقر عيباً لا بد من تغطيته بالإنكار، والتباهي بانهم “اغنياء بنفوسهم لا بجيوبهم”، فانهم قد وجدوا العذر في أن المحلات التي اعتادوا أن يشتروا منها الهدايا قد اقفلت ابوابها نتيجة الافلاس، وان البنوك خفضت الفائدة على المدخرات لان موجوداتها زادت اكثر مما يجب.. وبالتالي فالحال من بعضه، كما يقال..
تهاوت اسعار العقارات، في بيروت، كما في البلدات الجبلية التي كان يقصدها المصطافون العرب من اهل الجزيرة والخليج وعراق ما قبل صدام، فيتركون “العيال” في دمشق ويأتون فرادى إلى بيروت وبعض المصايف يبحثون عن متعة الهوى والشباب بغير رقابة.
لم تعد اقطار الجزيرة مضافة تفتح ابوابها لكل العرب: باتت بسلطاتها الجديدة الدكتاتورية بقوة الذهب، تختار من يريدون الاقامة فيها بحسب انتمائهم الطائفي، الاولوية لغير المسلمين وبعدهم السنّة، اما الشيعة فممنوعون من الدخول، ومن غفلت عنه عيون الرقابة في المطار سرعان ما تكتشفه الاجهزة البوليسية المعززة بخبرات بريطانية وأميركية وباكستانية موثوقة ومؤتمنة على حماية البلاد الغنية من المخربين و … الارهابيين!
كل شيء في الداخل “تمام التمام”:
عقدت الحكومة حوالي عشرين جلسة لمناقشة الموازنة. وابتدع وزير المالية المشهور بالشطارة ضروبا من السحر في لعبة “خداع الارقام” باللعب بالأصفار، فاذا ما اكتشفت اللعبة اضاف صفراً وانقص صفرا حتى لا يضبطه الصهر المراقب المفوض بالشؤون جميعاً، السياسية والاقتصادية والمالية والتربوية كما في شؤون الغاز والنفط، فاذا لبنان اغنى مما يتوقع اهله، حتى ليقدر على تقديم قروض ومنح لإدارة دونالد ترامب في الولايات المتحدة الاميركية.
كل عام وانتم بخير… رزقنا الله واياكم حكما صالحاً لا نطلب من اهله الا الامتناع عن السرقة والتزوير واللعب على الغرائز الطائفية والمذهبية حتى تكاد تختفي “الدولة” وتطل .. بشائر الحرب الاهلية!
برغم كل هذا سنحمي العيد لأطفالنا، ولو نمنا بلا عشاء!