تضيع نداءات الاستغاثة التي تطلقها وكالة غوث اللاجئين، التي كانت للفلسطينيين حصراً، ثم حذفت حرف (p) الدالة على اطار مهمتها، وفتحت أمام مختلف أنواع اللاجئين في العالم..
تضيع هذه النداءات التي تؤكد فيها “الوكالة” أن هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين، أساساً بشر لهم الحق في “الحياة”، وسط الصخب والتهريج الإعلامي للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي شطب ما تدفعه واشنطن من ميزانية الوكالة، باعتبارها دولة عظمى، والأهم: باعتبارها مسؤولة مسؤولية مباشرة عما أصاب فلسطين وشعبها نتيجة اجتياح اليهود المستقدمين من الغرب، تحت راية ضحايا النازية، ليحولوا الفلسطينيين الى ضحايا الصهيونية المعززة بالدعم الأميركي والغربي بل الدولي المفتوح..
ان ترامب يكمل ما باشره أسلافه، وان تفوق عليهم بتجروئه على شعب مغلوب على أمره، تم تشريده عبر مؤامرة دولية أعطت ما ليس لها لمن لا يستحق، وكان للإدارة الأميركية الدور الأساسي فيها.. ولها حتى اليوم اليد الطولى، ربما الوحيدة في جعل هذه “الدولة” أقوى من مجموع محيطها، تعتدي على دول هذه المحيط وتشن عليها الحروب والاعتداءات المتكررة فلا يحاسبها “المجتمع الدولي” خوفاً من واشنطن وعقوباتها التي قد تصل الى حد الاعتداء بالحرب أو بتدبير الانقلابات العسكرية.
الملفت أننا لم نسمع صوتاً عربياً (رسمياً) يرتفع غاضباً أو رافضاً هذا القرار الأميركي الفظ، مثل من اتخذه..
والحقيقة ان كاتم الصوت الأميركي ـ الإسرائيلي قد أطبق على أفواه المسؤولين العرب، بغالبيتهم الساحقة..
الطريف أن العديد من هؤلاء المسؤولين قد طلب من الإدارة الأميركية أن تكتم صوته، بينما تبرع آخرون بوضع كاتم الصوت على أفواههم من دون طلب..
فهناك أنواع من العبيد: عبد الأمر، وعبد الرغبة، وعبد الإشارة أو ما يقدر هو ما يدور في خلد سيده، أو أسياده!