كتمت الطائفية السياسية، بالتعاون مع البيروقراطية المعادية للتقدم، آخر اصوات الاعتراض الشعبي على الغلط الذي يصفح الظلم والاهمال والصمم في الادارة الرسمية عن سماع صوت الحق..
وهكذا سقطت نقابة المعلمين شهيدة التواطؤ العلني على آخر هيئة نقابية منتخبة ديمقراطياً. وهي النقابة التي رفعت الصوت مراراً ضد التمييز بين المدرسين في المدارس الرسمية وزملائهم في المدارس الخاصة، وهي التي استعصى شقها او إلغاء دورها على ذوي السلطان والامتيازات.
وقد يكون هذا الحدث من “البشائر” الدالة على طبيعة المواجهة مع العهد الميمون الذي احتشد في حكومته الأولى جمع غفير من ممثلي الكتل الطائفية والتيارات المذهبية، فضلاً، عن ممثلي الكتل الطائفية والتيارات المذهبية، فضلاً عن ممثلي رأس المال المالي او العقاري او المتسلقين على سلالم الاسر المالكة او الحاكمة وجميعها متحكمة.
لقد انتهى العمل السياسي بأحزابه التقدمية والوطنية، ولم يبق في الساحة الا الأحزاب والتجمعات والهيئات الطائفية والمذهبية.
وكان من الطبيعي أن تلحق النقابات ذات القواعد الشعبية بالأحزاب السياسية التي سمت بذاتها عن لعبة الطوائف بسمومها القاتلة.
وهكذا خلا الجو للأحزاب الطائفية والتجمعات الطائفية، وسيطر المناخ الطوائفي على العمل العام، سياسياً كان ام نقابيا..
ولسوف يطول زمن الهيمنة الطائفية والمذهبية على مجالات العمل العام، سياسياً كان ام نقابياً..
فالمناخ الطوائفي بات هو السائد بسمومه القاتلة في المنطقة جميعاً.. خصوصاً وان سقوط الاحزاب الوطنية والتقدمية في وهدة الطائفية والمذهبية، تحت حكم العسكر، قد قضى على العمل السياسي جميعاً، كما تسبب في سقوط الانظمة الحاكمة ببطش المخابرات والاجهزة والبيروقراطية .. وهكذا صارت النقابات مجرد واجهة من فراغ لأحزاب السلطة، قبل أن تتهاوى جميعاً وتترك بلادها وحياتها السياسية والنقابية في حمى الفراغ..
لقد كتمت الطائفية السياسية في لبنان آخر صوت صارخ في البرية. رحمنا الله.