غزة ـ حلمي موسى
في اليوم السادس عشر بعد المئة من العدوان، يبقى الأمل بقرب انفراج الغمة وانكسار العدوان وزوال الاحتلال.
**
تستمر الحرب وتستمر المقاومة ولا يبدو أن للعدوان نهاية. ومع ذلك، فأن عبء الحرب ثقيل، ليس علينا نحن والعدو فحسب، وإنما على الإقليم وعلى العالم أيضا. وهذا هو سبب القمة التي عُقدت في باريس وضمت رؤساء المخابرات الإسرائيلية والمصرية والأمريكية ورئيس الحكومة القطرية، بهدف وضع خريطة طريق للتوصل إلى تبادل الأسرى والهدنة ونهاية الحرب، وربما التسوية.
وبداية، من الواضح أن هناك تناقضات يصعب الجمع بينها في محاولة رسم خريطة طريق. فإسرائيل وضعت، كهدف للحرب، القضاء على “حماس” كقدرة عسكرية وكسلطة حكم. ولكنها مضطرة للتفاوض مع “حماس” للإفراج عن أسراها، برغم أن شهور الحرب مرت بهدف واضح هو الوصول إليهم وتحريرهم، أحياء أو أموات، بالقوة العسكرية.
لكن امتداد الحرب، وعواقبها، أجبرت إسرائيل من قبل على التفاوض من أجل هدن وتبادل، وتجبرها اليوم على التفاوض من أجل تبادل وهدن طويلة.
وكثرت، في الشهور الأخيرة، الانباء والإشاعات حول ما يجري من مفاوضات، وكان الكلام يدور حول هدنة من أسبوعين تارة، وشهر وشهرين في مرات أخرى، ولم يتحقق أي من ذلك. وكان الضغط الداخلي الإسرائيلي يتعاظم من أجل الافراج عن أسراهم أحياء وليس في توابيت.
وأخيرا، وصلنا الى اجتماع باريس والتي لا بد من القول إنه سبقتها اجتماعات مشابهة في أكثر من عاصمة أوروبية ولم تقد للنتيجة المرجوة.
وما يتوفر اليوم من معلومات حول قمة باريس “الاستخباراتية” يشير إلى التالي، وفق ما نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية:
بحسب باراك رافيد، المراسل السياسي لموقع “واللا” ولعدد من المواقع الأميركية، فإن الخطوط العريضة التي ستقدم لحماس هي 40 رهينة مقابل ستة أسابيع من التهدئة في المرحلة الأولى، حيث يتم إطلاق سراح النساء والرجال الذين تزيد أعمارهم عن ستين عامًا، والمختطفين الذين يعانون من حالات صحية خطيرة- مع استمرار التفاوض حول الخطوات المقبلة للصفقة.
وقد اعتبر رئيس وزراء قطر أن هناك تقدما في المفاوضات ورد على انتقادات نتنياهو قائلا نحن “نأتي بنتائج ولا نستغلها لأغراض سياسية”.
وخلال الاجتماع الذي عقد في باريس الأحد الماضي، تم الاتفاق على مخطط من ثلاث مراحل سيتم تقديمه إلى “حماس” – يصار بموجبه، وخلال مرحلة أولى إطلاق سراح بين 35 و أربعين مختطفًا إسرائيليًا، بمن فيهم النساء والرجال فوق 60 عامًا و المختطفين في حالة طبية خطيرة. وذلك مقابل هدنة لمدة ستة أسابيع في القتال، وإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين – وفقًا لمسؤولين إسرائيليين وقطريين كبار.
وناقش كابينت الحرب الإسرائيلي تفاصيل المخطط ليلة أمس. ولا يبدو أن بوسع نتنياهو وضع عراقيل أمام الخطة التي شارك في إعدادها ليس رئيس الموساد فحسب، وإنما ايضا رئيس الشاباك.
وفي المخطط الذي تم تقديمه، تم تفصيل المرحلة الأولى فقط، في حين تم وصف المرحلتين التاليتين بشكل عام، وذلك بقصد إجراء تفاوض منفصل بشأنهما خلال الأسبوع السادس من “الهدنة”.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن “الهدف هو الدخول في المرحلة “أ” مع بيان عن المرحلتين (ب) و (ج) من دون إغلاقهما بالتفصيل”.
وتشمل المرحلة الثانية من الصفقة إطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين من الرجال – الجنود والمدنيين الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما. وفي المرحلة الثالثة، سيتم نقل جثث المختطفين لدى حماس. وفي كل مرحلة سيتم تحديد “مفتاح” مختلف لعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل مخطوف إسرائيلي.
ولم تحدد بعد مدة الهدنة في المرحلتين الثانية والثالثة، وسيتم تحديدها في المفاوضات المقبلة، لكن مسؤولين إسرائيليين كبار قدروا أنها ستكون أسابيع طويلة من الهدنة.
وقال مسؤول قطري ومسؤول إسرائيلي لموقع “والا” إنه من المقرر عقد اجتماع في القاهرة في الأيام المقبلة مع كبار مسؤولي “حماس” لمناقشة الخطوط العريضة المحدثة.
وقال مسؤول إسرائيلي إن “الاختبار الكبير للقطريين الآن هو إقناع حماس بالموافقة على بدء الحديث عن التفاصيل”.
وقال مسؤول إسرائيلي إن “الاختبار الكبير للقطريين الآن هو إقناع حماس بالموافقة على بدء الحديث عن التفاصيل”.
إلّا أن رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قال “أسمع كثيرا أن لدينا القدرة على الضغط على “حماس”. مهمتنا هي التوسط والضغط على الجانبين بالكلمات والاجتماعات والمقترحات. أبعد من ذلك – لا نعتقد أن قطر هي قوة يمكنها فرض أي شيء على أحد الطرفين. نحن نحاول سد الفجوات. لقد نجحت طريقتنا في الاتفاق السابق”.
واعتبر، في حديث في فعالية بمجلس “المجلس الأطلسي” في واشنطن، أنه “حدث تقدم على طريق بناء الأرضية لاستمرار المفاوضات. وسننقل الاقتراح إلى حماس ونأمل أن توافق على التفاوض بطريقة بناءة”.
أضاف إنه “من المستحيل معاقبة شعب بأكمله في غزة على تصرفات مجموعة صغيرة. إذا لم ينجح هذا الاتفاق في إحداث أي انفراج، فسيتعين علينا تجربة طريقة أخرى. نحن وسطاء، ولسنا طرفا في الصراع. الإطار الذي اتفقنا عليه بالأمس يرتكز على مواقف إسرائيل وحماس ونحن نحاول التوصل إلى اتفاق”.
يذكر أن فصائل المقاومة في غزّة تصرّ على وقف تام لإطلاق النار (وبدء انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة) قبل الموافقة على أي صفقة تبادل.