كيف نحمي بلدنا ونعي المخاطر التي تهدد ثورتنا.. لقد جردت منظومة الفساد والمافيا الطائفية وأمراء الحرب الناس من حريتها وحقوقها ومواردها إلى حد اليأس، وتسببت في إفلاس البلد اقتصادياً، ووقف نموه. في تجربة الثورة السورية، والتي تحولت إلى حرب أهلية، كانت الحرب على المقاومة بنداً أساسياً في ذلك التحول، حيث…
تعارفنا قبل سنوات لا أذكر بالتحديد عددها، هو بالتأكيد يعرف. تعارفنا وعلى الفور تعاقدنا. لن أخفي عنكم تفاصيل كثيرة عن علاقة حميمة كان ظني أن أحدا في مثل عمري وأسلوب تربيتي لم يدخل في واحدة مثلها. كانت، وما تزال، علاقة محفوفة بالمخاطر. كنت في عمر الشباب عندما وقعت عيناي عليه….
ما أعظم جبروت الشعب متى استعاد وحدته ووعيه بحقيقة ظلامه من اهل الطبقة السياسية ورجال المال والأعمال.. إن الرغيف هو أعظم رموز الوحدة والاجتماع الشعبي. وكان اللبنانيون يفترضون انهم قد غادروا زمن ذل الحاجة، وان حكايات الاجداد عن “عز الرغيف” والاذلال الذي عاشوه في الحرب العالمية الأولى، وبنسبة اقل في…
أحببت دائماً لبنان، كبلد يتمتع بطبيعة رائعة وشعب نشيط، مضياف ولو كان فقيراً، مبدع مستعد لإثبات كفاءته في مختلف المجالات مهما كان مستوى تعليمه، يحب الحياة ويصرف ما في الجيب مطمئناً واثقاً انه “سيدبر حاله” مهما اختلفت الظروف وقست عليه فرص العمل: إن ضاقت عليه اسباب حياته حمل حقيبته واندفع…
من كان يصّدق أن لبنان الطائفي سيموت، وأن لبنان اللبناني سيولد؟ من كان يتجرأ على التفاؤل؟ مئة عام من عمر لبنان دفنت احلامنا بوطن. هذا هو السيل اللبناني الجارف. لبنان الجديد. الحقيقي، “جايي”. كم كان هذا الشعب يختزن من بؤس وغضب واحباط. انتفض وثار. حرر الساحات والشوارع والمدن من سطوة…
في هذه الحلقة من ذكريات رئيس تحرير “السفير” طلال سلمان العربية، نذهب إلى العراق في نهاية الستينيات، ونستعيد معه المقابلة الأولى التي أجراها مع صدّام حسين، نائباً للرئيس أحمد حسن البكر. كانت هذه المقابلة سبقاً صحافياً عرّفت القرّاء بالرجل الأول في العراق، وعرّفت سلمان إلى بلد يسيطر عليه شبح الرعب….
..وأخيرا تحققت أحلام جيلي وأجيال المستقبل: رأيت بأم العين الشعب في بلادي واحداً موحداً، يكسر قيود الحجر الطائفي والمذهبي ويدوس على العصبيات المناطقية والحساسيات الجهوية وينتصب واحداً موحداً في وجه الظلم والظلام والتحكم بالقرار الوطني. أُسقطت الطبقة الحاكمة وشركاؤها من اصحاب المال المنهوب والامتيازات الموزعة على اهل النظام واتباعهم، أسقط…
يعرف المليون متظاهر، او اكثر، من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الشوارع في مختلف المدن بيروت بضواحيها الغربية والشرقية، جبل لبنان بجونيه وجبيل والبترون التي تحب جبران باسيل، وطرابلس الفيحاء التي استعادت روحها وأكدت حضورها، بجلاء وبهاء، وعكار بالقبيات وحلبا والمدن والبلدات الفقيرة التي نسيتها الدولة، كما البقاع ببعلبك والهرمل ورأس…
أخيراً، حدثت المعجزة: من دون سابق انذار، تخطى اللبنانيون الحواجز الشائكة المانعة للتلاقي في ما بينهم، واجتمعوا على رفض واقعهم المزري وكل المتسببين فيه.. فجأة تحرر اللبنانيون من طائفيتهم ومذهبيتهم وانتبهوا إلى ما يجمعهم من هموم مضنية ومن أثقال منهكة تنغص عليهم حياتهم وتحرمهم النوم وتجعلهم يهومون في صحارى قلقهم…
كشفت تظاهرات الغضب والاعتراض على السلطة، في جملة ما كشفت، خيانة بعض محطات التلفزة “المهنية” وشعارات التزام الموضوعية في تغطية الحدث والتحرر من مصالح مالكيها وولاءاتهم. بعض المحطات أسقطت كل هتاف يمس الحكم برئاساته الثلاث، او بالوزراء والقادة المباركين والزعماء الخالدين. وبين المحطات من حاولت الاشارة إلى هوية المتظاهرين الطائفية…
لوحظ أن محطة تلفزيون لبنان الرسمية قد تجاهلت التظاهرات الشعبية الغاضبة التي اجتاحت ميادين بيروت وطرابلس وصيدا وصور والنبطية وعالية والبقاع شرقاً وغرباً وكذلك الشمال والجبل. لم تُشر هذه المحطة الحكومية البائسة إلى التظاهرات بصورة او بكلمة، برغم أن العديد من جماهيرها قد مروا بها وهم في طريقهم إلى السراي…
فقط، ومن غير إعداد أو تنسيق أو تدبير أو ترتيب مسبق، انتبه الشعب إلى وحدته: الاحتياج مشترك، العوز مشترك، الحاجة إلى دخل كافٍ هم مشترك. خربوا المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية فأجبروه أن يقتطع من لقمة عيشه كلفة تعليم اولاده. من زمان، صار ممكنا اختصار لبنان واللبنانيين بخمسة او ستة عشرة…
صنع “الشعب” اللبناني وحدته في شوارع مدنه والقصبات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب فأقصى البقاع. ارتفع فوق العصبيات الطائفية والمذهبية، وتوحدت جماهيره في مختلف المناطق بمدنها والبلدات والقرى والدساكر.، ونزلت جماهيره موحدة رافعة الصوت برفض الظلم وسياسة الافقار ومحاباة الاثرياء واصحاب البنوك على حساب الشعب الذي يزداد فقره وعجزه…
تفجر غضب الناس بعد دهر من الصبر والانقسام المفتعل والمحاولات المستمرة لإثارة الفتنة وإعادة حبس الناس في طوائفهم بحيث لا يتضامن السني مع الشيعي أو الماروني مع الكاثوليكي او الدرزي مع العلوي ومع البروتستانتي الخ.. انتبه الناس إلى انهم اخوة بعد تفريق مقصود وتحريض دائم ورمي الناس في هوة الاحقاد…
القاعدة هي هي عبر التاريخ، وقد عبر عنها واحد من عظمائه وهو ابو ذر الغفاري بالقول: عجبت من الجائع، او المجوع، كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه؟ ولقد وحد ذل الحاجة والعوز الناس الذين كان “زعماؤهم” يفرضون عليهم الانقسام بذل حاجتهم، ويتوزعونهم بحسب احتياجاتهم وعلى قاعدة طوائفهم ومذاهبهم، بينما…