ها قد تجاوز العرب قرناً من التيه، من دون أن يصلوا إلى نقطة بداية جديدة لتاريخهم الحديث: ففي السادس عشر من أيار 1916 وقعت فرنسا وبريطانيا، في القاهرة، اتفاق سايكس ـ بيكو حول تقاسم اراضي السلطنة العثمانية في “الشرق الاوسط”! لم يكن اختيار القاهرة كعاصمة للتلاقي مجرد مصادفة، بل انه…
قال لي “نسمة” الذي لم تُعرف له مهنة الا الحب: حاولت الاتصال به عبثاً، كان خطه مقفلاً وهاتف المكتب اخرس. كررت المحاولة، مرات، فلم تلق رداً، وهكذا اندفعت بجنون إلى حيث تعودا أن يلتقيا فلم تجده. وحين عادت واليأس يسد عليها الطريق، فوجئت به نائماً في سيارته في انتظار عودتها،…
هزني الشوق يا الفيحاء، إلى عطر الليمون يستقبل القادمين اليك قبل رفاق العمر وصداقات الايام الصعبة ويودعهم متبعاً العناق بشيء من حلاوة الجبن وماء الزهر والاتفاق على موعد جديد للقاء المفتوح معكِ يا عاصمة النضال الوطني والقومي. ولقد متّن علاقتنا، يا طرابلس الشام، إن المرحوم والدي، الرقيب الاول في الدرك…
فأما شراء الافراد، رجالاً ونساء، فأمر معروف منذ بداية التاريخ الانساني.. وأما شراء “الجمعيات” و”الاحزاب” التي عجزت عن استقطاب “الجماهير” وتسخيرها لخدمة “السلطان” او “صاحب الامر”، محليا كان او اجنبيا، فأمر معروف ومألوف في لعبة الصراع على السلطة.. على أن “شراء” الدول، عبر حكامها او المتحكمين فيها نتيجة سيطرتهم بالقوة…
تبذل فلسطين دماء شهدائها وجرحاها من شبابها الذين ولدتهم النكبة، كل يوم، توكيداً لهويتهم المستمدة من ارضها المقدسة التي تضم رفات اهلهم، آباءً واجداداً واجداد الاجداد. وتبقى لأيام الجمعة من كل اسبوع مكانتها المميزة: انه الموعد الذي لا يغيب عنه اي قادر على المشي نحو جدار الفصل العنصري، ورفع الصوت…
تكفير الآخرين ليس من الإسلام. أنت متى نطقت بالشهادتين صرت مسلماً. ولا يحق لأحد بأن يتهمك بغير ذلك. إذا كفرت، اي اذا أنكرت الله والنبوة، تُستتاب ثلاث مرات عند القاضي، وإذا لم تفعل يقام الحد عليك. نادراً ما حدث ذلك في التاريخ الإسلامي. التكفير عمل تقوم به السلطة وزبانيتها. تفرز…
في ماضي الشباب والحماسة والاحلام كنا نتجاوز “الحدود” بين “دولنا” العربية، وهي الحدود التي لم نعترف يوماً “بشرعيتها”، بل كنا نراها من صنع الاستعمار (الذي صار يكنى بـ”الامبريالية” في ما بعد).. وبعد موجة من الاحزاب والحركات السياسية الكيانية مغلفة بالطائفية، مع استثناءات محددة ومحدودة (الحزب السوري القومي الاجتماعي وبعض الارهاصات…
قضينا، أنا وكثيرون، الأسابيع الأخيرة نراقب وبعضنا يمارس، جولة حامية الوطيس في لعبة شد الحبل بين وجهتي نظر في الديمقراطية. هذه اللعبة نتداولها عبر القرون. لعبة لا تمل. الفائز فيها غير واثق تماما من اكتمال فوزه والخاسر واثق تماما من عودته للعب مستفزا الفائز ومتحديا. العلاقة وثيقة بين وجهتي النظر…
من زمان اختفت كلمة “الثورة” من القاموس اليومي للمواطن العربي.. ولقد تجدد الأمل بالتغيير الذي يُخرج الامة من كابوس القهر والتخلف والدكتاتورية مع انتفاضة “محمد البوعزيزي” في تونس، التي بشرت بفجر عربي جديد لا يقف عند حدود “البلاد الخضراء”… وبالفعل فان القاهرة لم تتأخر عن الانضمام إلى ركب الثورة من…
مع اقتراب موعد إلقاء كلمتي عدت، كعادتي، أتفحص القاعة مرة أخيرة. أردت دائما الاطمئنان إلى أن مزاج الحاضرين يناسب روح خطابي الذي أعددت، أردت أيضا التعرف بصفة خاصة على وجه شخص أتبادل معه الاهتمام فلا يتوه البصر ويتشتت التركيز. كانت الإطلالة على القاعة كافية لأعرف أن النساء حاضرات بنسبة أقل…