يسألون، أتنسى كما ننسى؟ أجيب بسؤال. كيف أرد وأنا لا أعرف كيف تنسون ولا ماذا تنسون ولا متى تنسون. كل ما أعرف هو أنني صرت كثير النسيان. أنا مثل غيري من كبار السن كثيرا ما أنسى أسماء الناس والأشياء. لا أنسى كل الأسماء. إن نسيت فقد نسيت فقط ومؤقتا الأسماء…
على عتبة التخرّج: حوار بين جيلين عالمين؟!

قال وهو يصف لي حفل تخرّج كان ابنه بين الأوائل فيه: ما أروع البدايات، خصوصا إذا ما تزامنت خارج المصادفة القدرية لنهاية القرن وبداية الألفية الثالثة للتقويم الميلادي، مع الإشراقة الباهرة لعالم جديد يعيد بناءه الإنسان، بالتفوق على الذات عبر الثورة العلمية الشاملة لمختلف وجوه الحياة، ولمختلف جوانب هذا الكوكب…
من اقوال “نسمة”
قال لي “نسمة” الذي لم تُعرف له مهنة الا الحب: همست له وهو يدخل من الباب: تقدم بقدمك اليمنى، مفتوح الذراعين، واترك لي الباقي، قال: هل تركت لي المهمة هنا، لتعوضيني في الداخل..
في وداع الطاهرة نهى الحسن..

كيف تموت النسمة برقتها المنعشة، بثقافتها الواسعة، بلغتها الانيقة بإطلالتها التي تحيطك بمشاعر الود وتغريك بحب الحياة؟ لقد غادرتنا الموسوعة نهى الحسن التي طالما قاومت الخروج عن صحيح اللغة، والتي كانت لا تكره الا الغلط، والتي وجدت في الرئيس سليم الحص المثال والقدوة فارتاحت اليه وأنعشت ندوة العمل الوطني بحيويتها…
من اوسلو.. إلى اوسلو!

كان من الضروري أن يحمل المؤتمر صفة “الدولي” لكي يتسع لسبع دول عربية، معظمها خليجية، بقيادة السعودية، وموقعه اوروبي برنين “عربي”، حتى لا ننسى دور اوسلو في اتفاق تصفية القضية الفلسطينية بقيادة محمود عباس… وهكذا أمكن أن يتراصف رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مع وزراء الخارجية او ما يعادلها…
باب الكلام.. المفتوح!

اشتاقت القاعة الفخمة التي يسكنها الصمت منذ دهر الى الخطابات والمشاحنات والعركات الودية التي تبدأ بالصراخ وتنتهي بقبلات المختلفين وقد تحولوا الى عشاق. طالت قائمة طالبي الكلام من نواب الصمت، وتسامح دولة الرئيس متفهماً حاجة أقرانه الى تبرير وجودهم كممثلي الشعب والمعبرين عن حاجاته، حماة مصالحه والناطقين باسمه بعد دهر…
تراجع إلى الخلف.. للوصول إلى المستقبل.. سيرة الهزيمة العربية لما تكتمل فصولاً!

يتقدم التاريخ بالأمم ودولها. ولكنه مع العرب يعود بهم القهقري.. نحو جاهليتهم الأولى! فبعد قرن على نهاية الحرب العالمية الأولى التي اسقطت “الامبراطورية العثمانية” ومعها حليفها القوي، المانيا، تقاسم “المنتصرين”: بريطانيا وفرنسا والمشروع الاميركي الوافد من باب التحالف معهما، هذه المنطقة العربية، “المشرق” تحديدا. وهكذا فرضت فرنسا انتدابها على لبنان…
الواقع العربي عشية قمة التفكك: هل هناك دول عربية مستقلة.. فعلاً؟

تفرق العرب أيدي سبأ، واختصموا حتى حافة الاحتراب: تآمر بعضهم على البعض الآخر، وتحالف بعضهم مع العدو القومي، اسرائيل، في مواجهة أشقائهم ـ شركائهم في الحاضر والمستقبل ووحدة المصير. صار لهم من “الدول” أكثر مما يطيقون، وأكثر مما تسمح به قدرات بلادهم وامكانات شعوبهم: ملوك وامراء ورؤساء، وقادة انقلابات عسكرية…