حلمي موسى – غزة
والشمس تطلع من جديد ونحن أحياء. كطائر الفينيق ينهض من جديد وبأمل ان يكون يومنا خير من أمسنا.
نترحم على الشهداء ونواسي الجرحى وقلوبنا مع من تشردوا وهدمت بيوتهم. وكلنا بانتظار فرج قريب.
كان القصف على غزة الليلة همجياُ بكل معنى الكلمة لكني لم أنهض من فراشي إلا مرة واحدة. يبدو أن جسم الإنسان وعقله يتكيف حتى مع القصف. ليست بطولة ولا أي من هذا الكلام.
شيء غريب وكأن العقل يكيف نفسه على أن كل ما يجري حولك معتاد وطبيعي وليس فيه ما يثير الانتباه. كأنه يوفر لك طريقة للمحافظة على نفسك من خلال إزاحة أنماط من الشعور المؤلم.
تسمع أن فلانا استشهد وأن العائلة الفلانية دفنت فيكون الرد التقليدي: الله يرحمهم ويحسن اليهم.
ويأتيك الكلام بأن عائلة شردت وأن كنيسة ضربت وأن مستشفى توقف عن العمل فلا ترد سوى: الله يكون بعون الناس.
إنه تبلد عقلي ناتج عن تبلد فيسولوجي لشخص يكاد لا يتحرك عن كرسيه أو عن فراش نومه.
وتسأل نفسك من أين كل هذا التبلد وترد: من الإيمان بشعار يللي بدو ينزل من السما تتلقاه الأرض. أرواحنا ليست أغلى من أرواح كل الشهداء. والوطن عندنا ليس أرخص من الوطن عندهم. وأنا اقصد الشهداء المبادرون والشهداء المظلومون.
ألف تحية من غزة.