تتقدم واشنطن، بالساكن الجديد للبيت الابيض فيها، لان تكون “عاصمة العمل العربي – الاسرائيلي المشترك”.
لم يحدث أن تزاحم القادة العرب فداسوا على أقدام بعضهم البعض تسابقاً إلى لقاء الرئيس الاميركي الجديد، دونالد ترامب، كما حصل خلال الشهور الثلاثة الماضية.
..ومؤكد أن العديد منهم “عاتب” او “غاضب” لان جدول مواعيد “رئيس العالم” قد قدم بعضهم ممن لا يستحقون هذا الشرف على الذين كانوا دائماً من المخلصين والسباقين إلى تأكيد تبعيتهم للسياسات الاميركية في العالم عموماً، وفي منطقة الشرق الاوسط خصوصاً، وهي التي كان اسمها، من قبل، الوطن العربي..
وشرف عظيم للعرب أن يكون جدول مواعيد الرئيس الاميركي الجديد، والمختلف جذريا عن سابقه الخلاسي مجهول الاصل ملتبس النسب، باراك اوباما، قد قدم ملوكهم والرؤساء، وحتى الامراء، على قادة الدول الكبرى من الحلفاء التاريخيين لإمبراطورية الكون: الولايات المتحدة الاميركية..
وليس مستبعداً أن تقرر القمة العربية العتيدة في عمان أن تكون واشنطن مضيفة القمة العربية التالية، برؤسائها والملوك والامراء السائر بعضهم على عكازات، والمستند بعضهم الآخر إلى ذراع ابنه او غريمه الذي لا يطمئن لولائه في غيابه.
كذلك ليس مستهجناً أن يكون رئيس حكومة اسرائيل، التي كانت “العدو” في الماضي، والتي تتقدم الآن إلى موقع “الحليف”، تمهيداً لان تكون “الشريك”، “ضيف الشرف” في القمة العربية التاسعة والعشرين.
إن بضعة من الملوك والرؤساء والامراء والشيوخ العرب قد تزاحموا عند بوابة البيت الابيض لتقديم الطاعة والولاء وطلب الرضا السامي واستمرار الرعاية الكريمة، واقسموا الايمان المغلظة انهم قد حرروا انفسهم من تبعات العروبة والاشتراكية والعداء للامبريالية والاستعمار ومعاداة الصهيونية، مستذكرين أن اليهود من اصحاب الكتاب، وانهم كانوا من رعاياهم وحلفائهم المخلصين على مر التاريخ.. فاذا ما جنحوا للسلم سالمناهم وعشنا معاً في الارض المقدسة شركاء مصير.
لا يهم أن يكون ترامب قد فاز بصعوبة، وان معارضاته قد ملأت بجماهيرها الغاصبة شوارع واشنطن وسائر المدن الاميركية الكبرى… بل أن هذه شهادة اضافة على الايمان العميق للنظام الاميركي بالديمقراطية.
المهم أن يكون عهد ترامب عهد السلام والازدهار والتقدم في العالم، وأن يرعى المصالحة التاريخية بين العرب الخارجين من عروبتهم واليهود الخارجين من دينهم إلى الصهيونية الاستيطانية، وهي ابشع انواع الاستعمار والامبريالية..
.. ويا فلسطين جينالك..جينا وجينا جينالك..
ينشر بالتزامن مع السفير العربي