غزة ـ حلمي موسى
سعد صباحكم احبائي. وانشالله نهاركم افضل من امسكم. الان فوق رؤوسنا طائرات المراقبة تحوم بازيزها الفظيع بعد دقيقة من انتهاء موعد الهدنة ليوم واحد الذي اتفق عليه امس. وكل هذا لتقول ان الاحتلال جاهز لمواصلة عملياته الحربية في وقت لم يقطع الاحتلال اغلب ايام الهدنه قصفه البحري لمناطق مختلفة على طول ساحل غزة كما لم يمنع استهداف مدنيين وايقاع شهداء.
ومع ذلك كانت ايام الهدنة متنفسا للناس سواء في التحرك المحدود في مناطقهم من دون انتقال من الجنوب الى الشمال او في ادخال مساعدات غذائية ضرورية محدودة لم تصل الى معظم الناس هنا في الجنوب “الآمن” من دون الحديث عن الشمال “الخطر”.
في كل حال يبدو ان الصراع يدور في هذه الساعات وربما الدقائق عن تمديد للهدنة ليوم او يومين اضافيين. والمشكلة كما سبق واشرنا هي اختلاف المعايير. فاتفاق الهدنة الاول تعلق بالنساء والاطفال ورصدت له اسرائيل عشرة ايام وصلت يومها السادس بيسر ثم واجهت صعوبة في اليوم السابع وتفقد زخمها في اليوم الثامن بانتظار انفراجة او انفجار. فالحديث اليوم يبدأ عن الاسرى من الرجال، وهم سواء كانوا مدنيين ام عسكريين يخلقون مشكلة. فحكومات اسرائيل صارت مقيدة بقيود وضعتها هي بنفسها بعد عمليات التبادل السابقة. أضف إلى ذلك ان المقاومة لن تقبل باستمرار تحديد اسرائيل لأسماء المفرج عنهم من الفلسطينيين. والاهم هو أن الاتفاق على معايير جديدة للتفاوض سيدور بالتأكيد حولها خلاف .
وانا اكتب هذه الكلمات اشتدت الاشتباكات والقصف في عدة مناطق وخصوصا في شرق خانيونس. كما اعلنت اسرائيل انتهاء الهدنة وبدء العمليات الحربية من جديد. ونسمع الآن قصف البحرية لشاطى خانيونس.
في كل حال من المؤكد ان الجهود ستبذل الان لتحديد وجهة الامور نحو خطوط عامة للتسوية وخطوات مرحلية للتهدئة وهذا يقود الى مرحلة عصيبة ستختلف في اعتقادي عن مرحلة ما قبل الهدنة. فالقصف لن يكون عشوائيا كما كان ولن يكون موجها بشكل كامل ضد المدنيين وانما سيكون خليطا مما كان ومما ترغب امريكا، أي ان يكون مقيدا.
المهم ان الهدنة سقطت وان الحرب عادت وان لم تكن بكل قوتها. وبأمل السلامة للجميع.
دمتم