وداعاً عبد الخالق…
******
غصتني الكلمات، أمس، وأمسكت الغصة بقلمي فلم استطع ان أرثي واحداً من رفاق الصبا والشركاء في الهم والزملاء في المهنة: عبد الخالق محفوظ.
كلما كان الموت أقرب إلينا ازدادت الصعوبة في تقبله.
متى اقترب منا ولفحتنا أنفاسه الباردة داخلتنا الرهبة وعقد ألسنتنا الخوف: إنه إذاً في جلدنا، يساكننا ويقاسمنا الهواء والفراش والدورة الدموية.
قال من هتف بالنعي: أخذه النوم.
هبطت الذكريات الهاجعة والتي تعود بتاريخها الى بداية الستينيات، والتي يتصدرها المرحوم رياض طه، وداره الناهضة صحافياً آنذاك: مجلة الأحد وجريدة الكفاح العربي والوكالة »أخبار الشرق« والمطابع…
كان عبد الخالق محفوظ الداعية الأول وأمين السر الشخصي لمواطنه ابن الهرمل وطليعة النخبة من أبنائها رياض طه، ورجل المهمات الخاصة: يذهب مرة للتجوال وبث الدعوة وحصاد الأصوات الانتخابية »للاستاذ«، ثم يقصد المطار لجولة في بعض أقطار الخليج لاستثمار الرصيد الممتاز الذي كان لمطبوعات الدار وصاحبها الذي كان يرفع صوته بالحداء للثورة وأفكار الوحدة العربية والغد الأفضل.
واستمر عبد الخالق محفوظ »رجل ظل« يعطي جهده للرجل الذي آمن به معبراً من التخلف الى النهوض الثقافي والسياسي، حتى رحل رياض طه وما بدل تبديلاً.
نموذج نادر للوفاء، وحامي ذمار الصداقة، والرجل الذي أورث أبناءه كنزاًٍٍ من الأخلاق الحميدة وقليلاً جداًٍ من المال المصنوع بالعرق والجهد والعذاب والجلد على تحمل ما لا يحتمل.
رحم الله »أبا عماد«، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
طلال سلمان
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان