اهداني الشاعر مروان ابو لطيف ابن قرية ضائعة في البقاع الغربي، ديوان شعره “ما فوق البنفسجي”.
يعيش مروان في راشيا، غير بعيد عن السراي العثمانية التي أُعتقل فيها اول رئيس لدولة الاستقلال، الشيخ بشارة الخوري، ومعه أبرز القادة السياسيين الاستقلاليين آنذاك.
في الديوان قصائد من الشعر الحديث كتب الشاعر لها مقدمة جاء فيها:
الومضة في الأدب جملة او عدة جمل، تحمل فكرة كثيفة المعنى، رشيقة المبنى، قليلة الكلمات، بليغة المضمون.
تتطلب صياغة الومضة حبكاً في الحروف، وتورية في المعاني، فيأتي التعبير محكماً عند الختام، مدهشاً عند التلقي.
هي لعبةٌ تعتمد اللمح لا الشرح، والإيجاز لا الإطالة، كما انها تتطلب التشذيب المتقن والتنقيح المدروس، فلا يبقى حرف زائدٌ من هنا، او كلمة يمكن الاستغناء عنها من هناك…
ويختم مقدمته بالقول: الومضة كالبرق تبهر العين والخيال، لذا فهي قد ترشد في دامس الظلام.
هنا مختارات عشوائية من الديوان:
وميض الحبرُ
سألت الومضة: لمن تكتب؟
ردّ الصدى: انا اكتب… إذاً انا موجود!
الويل لكاتب قلمه قبل عقله، وممحاته… بعد ندمه!
يضيق أفق الكاتب، كلما اتسعت …جيوبه.
صاحت الدفة الأولى للكتاب:
ما أكثر الكُتَّاب!
ردّت الدفة الاخيرة متأوهةً:
ما أقّل القّراء!
الكاتب حالمٌ دائم… باسترداد كتابه من المطبعة… للتنقيح!
للكاتب رئتان: قراؤه و…ناقدوه.
لغتي…وجهي!
صدى الغابة
الإنسان حيوان …عاق.
خرج الإنسان من الغابة،
و… دخل في القفص!
يُفكر الإنسان أصوله الحيوانية،
إرضاءً لنرجسيته… العمياء.
قال الحيوان للإنسان:
أعماك الغرور، فأنكرت الجذور!
خرج الإنسان من الغابة…
لكن الغابة لم تخرج منه!
خرجت الفراشة من الدودة…
ثم استدارت…قرفاً!
سألت الغابة الإنسان: لِمَ الاستكبار؟
أوَ ليس الحيوان من خلق الله؟
قال الإنسان للحيوان:
أعطني فطرتك… وخذ آدميتي!
قالت الغابة للحيوان:
لو عرفوك… لما احتقروك!