يُصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن يلعب دور “السلطان” في زمن اختفى فيه السلاطين تطاردهم لعنات الشعوب التي حكموها في الشرق والغرب، ولا سيما منهم العرب الذين تمت مخادعتهم بالإدعاء ان السلاطين هم ورثة الخلفاء، وبالتحديد “الراشدين” منهم.
ولا يستذكر أجدادنا العثمانيين إلا باللعنات، فإضافة الى الظلم والعنصرية والتعصب الطائفي واستهداف “الأقليات”، أي أهل البلاد الأصليين، والحكم بإعدام المناضلين، لا سيما في لبنان وسوريا، والذين استحقوا نصب تماثيلهم في الساحات العامة أو تسميتها بهم، فان سنوات طغيانهم الأخيرة قد “استقدمت” الجوع ومعه بعض الأمراض السارية..
وكثيرة هي الروايات والقصص الموجعة عن اواخر الحكم التركي (العثماني) في المنطقة ولا سيما وان سنوات الحرب العالمية الأولى قد حملت معها الموت الجماعي بسبب الجوع وافتقاد أي نوع من الأطعمة، وأساساً الخبز… واضطر الناس الى التفتيش في زبل البقر بحثاً عن حبات الشعير ليهدئوا جوعهم ويبعدوا شبح الموت عنهم.
أما طيب الذكر جمال باشا الذي أُشتهر بالسفاح، والذي اتخذ من عاليه مقراً له، فهو “مخلد” في الذاكرة اللبنانية (والسورية أيضاً) لأنه كان يستمتع بمشهد المجاهدين الوطنيين الذين أعدمهم شنقاً في الساحة التي تعرف باسمهم في قلب بيروت (ساحة البرج)..