احتفلت الزميلة “النهار” بإصدار عدد خاص، يوم أمس الخميس، تحت عنوان “الكل في جريدة ـ لنصنع وطناً”.
ولقد أولت “النهار” إلى حاكم المصرف المركزي الدكتور رياض سلامه رئاسة تحرير هذا العدد الخاص الذي كتب صفحاته “الجميع” من رجال اعمال وصحافيين وادباء وكتاب ومحررين وصولاً الى رجال السياسة، وقد احتل الرئيسان نبيه بري وسعد الحريري الصفحة الأولى بافتتاحيتين تضخان املاً، في لحظة انطفاء الصحافة المكتوبة.
برافو نايلة!
شرف النضال أن نموت واقفين.
كان الحفل حاشداً.. وبرغم الابتسامات وكلمات الترحيب والتشجيع، فانه كا اشبه بتحية وداع للصحافة المكتوبة كما عرفتها الاجيال السابقة.
“صناعة وطن” و”رفع الصوت وعرض الافكار والخطط لمستقبل لبنان”..
مبروك لنايلة هذه الروح المقاومة.. مع التمني أن تبقى “النهار” وان يبقى ديكها يزغرد مع كل صباح جديد.
تحية من “السفير”..
في البدء، التحية لـ”النهار” التي تؤكد صمودها المستحيل في ظل الازمة المصيرية التي تتهدد الصحافة المكتوبة.. وربما كان لتولي السيدات مكان الاساتذة الكبار من طراز غسان تويني والجيل الثاني المسكون بالقلق على البلاد والعباد واسباب التقدم من طراز جبران تويني حظ أوفر في حماية هذه المهنة من الانقراض.
ومن البديهي أن اكون إلى جانب نايلة، مضيفاً لا ضيفاً، وهي تتصدى لمثل هذه المهمة النبيلة، فعلى رأي جدها المعلم غسان تويني فان المنافسة بين “النهار” و”السفير” كان من شأنها أن تعزز موقع الصحيفتين معاً..
أما اليوم فالمهمة اثقل على كاهلي هذه السيدة التي تتصدى لمهمة فدائية، وان خفف من عبئها التفاف انصار الكلمة الحرة والرأي المختلف من حولها..
أيها الاصدقاء،
يكون لبنان بالكلمة الصادقة والآراء الحرة، على اختلافها. ذلك هو دوره في محيطه العربي: منارة للثقافة ومنبر للحوار وتبادل الآراء، على اختلافها، لاختيار الافضل.
وفي هذه اللحظة، تحديداً، يكتسب هذا الدور اهمية استثنائية، بل تاريخية… فالأمة ـ ومن ضمنها لبنان ـ على حافة الضياع، تكاد تخسر مع حاضرها مستقبلها..
وبهذا تكتسب مبادرة نايلة تويني اهمية خاصة، علماً انه لا يمكن الحديث عن لبنان الوطن مع نسيان هويته المهددة بموجة التغريب القوية.. وهذا امر يعنينا، بالدرجة الاولى كصحافيين نكتب بلغتنا الاصيلة التي ستبقى لغتنا، والتي يهددها التغرب والجفاء مع العصر وابداعاته التقنية الخاصة التي استولدت لغة عالمية مختلفة عن كل ما عرفناه سابقا.
كذلك فان الدخل الاعلاني للصحف في تناقص مستمر.. وشركات الاعلانات العالمية أقرب إلى العدو الاسرائيلي، بطبيعة تكوينها التاريخي، ولذلك تبقى حصة الصحف العربية الحرة، ونموذجها في لبنان في حدها الادنى.
وانها للفتة طيبة أن يتشرف حاكم مصرف لبنان، الدكتور رياض سلامه، برئاسة تحرير هذا العدد الخاص من الزميلة “النهار”.. فينوب عن الكاتب والمحلل والمثقف المثقف والعارف بالأسرار، بهذه المهمة الجليلة.
وأختم، بتحية ود خالص لأسرة الزميلة “النهار”، فرداً فرداً، متمنياً لها ولهم، دوام النجاح في هذا الزمن الصعب، مما يخفف من وجعي على غياب “السفير”، مؤكداً أن استمرار “النهار” وتألقها برئيس تحرير مختلف، جنساً واهتمامات، وسط العتمة المحيطة بنا في قلب بحار الدم المهدور، ضرورة وطنية وقومية وأممية.
انها فرصة جديدة، بل استثنائية للمرأة، والمرأة اللبنانية خاصة، أن تجرب هذا المركب الخشن. وهي كذلك امتياز جديد للصحافة اللبنانية المكتوبة .. قبيل الغياب.
برافو ايتها البطلة نايلة.. وانتِ تتجاوزين الاب الشهيد والجد العظيم الذي امسك بدمعه وهو يشيع فقيدنا جبران بصبر القديسين.
ملاحظة: أما وان حاكم مصرف لبنان قد شرفنا بأن تولى رئاسة تحرير هذا العدد الخاص من “النهار” فالخوف أن تطمع الزميلة تويني في أن تجرب حظها في حاكمية البنك المركزي.
والى الامام يا نائلة..