..ولقد ذهبتُ اليكِ وانا مدرك أن زماننا قد مضى وانقضى وان الطفلات اللواتي كنا نلاعبهن قد بتن امهات لبنين وبنات في بلاد أخرى.
هل ترانا سبقنا زماننا، ام أن زماننا قد تعثر فتأخر، وارتبك فأضاع الطريق، وغاب العنوان في الضباب وأضاع الحبيب حبيبه.
كان الجو دافئاً، وأصداء الشعر تتردد في افق القاعة المنطوية على نفسها ونحن فيها، تحتضننا وتسري عنا وتحاولنا اشغالنا حتى لا نضيع ذرعا بهذا الوضع المغلوط..
كانت الضيفة طارئة، وكان زمانه قد تأخر عنه فتركه وحيداً، وكانت “السيدة” صارمة، في حين كان المضيف لا يكاد ينهي حديثاً حتى يبادر إلى فتح موضوع جديد لعله يستدرج الضيف إلى الحديث.. و”الضيف” يهرب من ذكرياته، يحاول أن ينسى الماضي فيصدمه الحاضر، فاذا اندفع مع الحاضر وفيه سحبه الماضي اليه فألبسه الصمت، وان سمح له بهز الرأس احياناً، سواء بالسلب ام بالإيجاب .. طالما انه لا يسمع عما يتحدثون، وماذا يقولون!