القلبُ أنًّ من هجران مؤنسيه/ والعين تدمع، والأحزان تكويني
لو أني أعرفُ أن البعد يؤلمني / لما بخلت ببعض من شراييني
فداك نفسي، وما ملكت يميني/ ودنيا وما وحَوَت والمشرقين
أرى الكون والقنديل قد انطفأ / من ذا يعيد نورا للمقلتين
من ذا يعين أمّةً تهالكت/ رفعت رايتها على كتفين
أخذتَ بيدّ شبابها مع شبيبها / وما فرّقت بين فقيرها وبين غنيّ
من ذا يجيب طالباً، منكَ دنا / فيرجع مسرورا قرير عين
يا قاضي الحاجات وهي كثيرةٌ/ يسّرت عُسرها في كلّ حين
أفنيت عمراً تبتغي نيل العلى/ فما كلَلت وما ملَلت ولم توهنِ
وأنرت درباً للأُلى نحو العُلى/ وما رضيت لأمة أن تستكين
حاربتَ جهلاً، نشرتَ وعياً، أبدعت رأياً/ أودعتَ فكرك هامات لن تنحني شهرت سنية الحق مُذ كنت فتى/ لم تجارِ حاكم ولم تُدْهَنِ
ومضيت في سوح النزال منازلاً/ كلّ الطغاة، وبالحق كنتَ غنيّ
هززت عروشهم، حاكيت نفوسهم/ حسبتهم أيقاظ وهم في نوم هني
فما استفاقوا، بل استكانوا / ألا لبُئس من ناديت أيّها المؤذّن
سيبقى صوتك يصدح طول المدى/ لا بد أن تستفيق أمة لصوت مؤذن
والسلام