نحرص، الدكتور كامل مهنا وانا، مرة في الأسبوع غالباً، على زيارة الرئيس سليم الحص للاطمئنان الى صحته، و”تطمينه” إلى سلامة الاوضاع في هذه البلاد الصغيرة التي نادراً ما سمح نظامها الفريد بأن تكون “طبيعية”.. أي لا صفقات مهولة، ولا فضائح اخلاقية ومالية وادارية، ولا ارتكابات خطيرة يعاقب عليها القانون وتجيزها الطائفية والمذهبية وسمسرات التحالف بينهما.
صحة الرئيس الحص في تراجع، ربما بسبب ذكرياته السياسية وما عاناه خلال فترات توليه رئاسة الحكومة وعجزه عن تنفيذ مشاريعه الاصلاحية، سواء في مجال تمويل الخزينة او ترشيد الانفاق او الحد من السرقات او منع المخالفات التي غالباً ما يحصنها السرطان الطائفي المستشري في مفاصل الدولة ومنها ينتقل إلى المجتمع فيسمم العلاقات بين الناس.
يسألنا الرئيس الحص عن الاحوال فيتبرع الدكتور مهنا لرواية ما جمع من نكات وطرائف، لأننا انما نذهب لنسري عنه وليس لنزيد من احزانه.
“الضمير” ما زال صاحيا، برغم تعب الجسد..
والاهتمام بالأحوال العامة ما زال طاغياً، ولعله بين اسباب اعتلال صحة هذا الرجل الذي لا يشرب ولا يدخن ولا يأكل اللحم أو السمك، حتى بات موضع تندر من “الغيلان” الذين يأكلون لحومنا نيئة ثم يشربون عليها وهم يدخنون السيجار الكوبي بمتعة فائقة..
لسان حال الرئيس سليم الحص يقول: ..وتسألون عن سقمي، صحتي هي العجب..
وهذا لسان حال اللبنانيين جميعاً.. ما عدا لصوص الهيكل الذين يتزايدون بطريقة طردية فيسبقون الزيادة الطبيعية لعدد السكان!