تغمرني السعادة وأنا أحظى بهذا الشرف: أن يكون بعض نتاجي قد وجد من يختاره موضوعاً لرسالة الماجستير، وان تكون كلية الآداب في الجامعة الوطنية كافأت صاحب هذا الاختيار، فكرمته بشهادة الدراسات العليا وكافأتني معه فأشركتني بالمسؤولية عن خياره.
واسمحوا لي وقد وقعت الواقعة ان اعترف انني لم أكن اخطط لتكون “اقوال نسمة” زاوية دائمة في هوامشي التي كنت اكتبها فتنشر ضمن الملحق الثقافي لـ”السفير” صباح يوم الجمعة من كل اسبوع.
هي في البداية خاطرة، ثم محاولة مقصودة لاستنقاذ انسانيتي وانسانية القراء من مناخات جحيم الحرب الاهلية، والتأكيد على أن الحياة مساحة للحب، وانها تعطينا ما يكفي من البهجة عبر ضحكات الاطفال وتفتح الورد ومهرجان زغردات الياسمين وهي تملأ سماء النهارات بابتسامات الأمل وتأوهات المحبين وهم ينتظرون اللقاءات الحميمة.
ثم صارت الخاطرة “زاوية” ثابتة، ينتظرها قراؤها المشوقون صباح كل يوم جمعة، فاذا غيبها الاضطرار سفراً او مرضاً او انزعاجاً، انهالت عليّ الشتائم وكأنني قد كفرت..
صار لها قراؤها، بانفصال تام عن قراء السياسة في “السفير”،
وصار لي موعد اسبوعي مع المغرمين سواء الملتاع بالهجر منهم، او العائد من لقاء مخضب بالهمس واللمس والآهات والنظرات التي تتقطر عشقاً، او الذائب شوقاً إلى الموعد المرتقب.
بالمقابل تولد عندي احساس بالمسؤولية كاد يذهب بالزاوية ومعها “نسمة” خوفاً من ارتداداتها السلبية، لكن عميدة العشاق قالت لي: انك تُسعد هؤلاء المنطويات او المنطوين على اسرار عشقهم، فلمن تتركهم.. للخيبة، هيا. أكمل ما بدأته ولا تخيب امل من ينتظرك ليبتهج او يتعزى..
اليوم اشعر بشيء من الزهو وقد اختارت السيدة ايمان يوسف اقوال “نسمة” لتكون رسالتها.
وأصارحكم انني قد استعدت شيئاً من اعتباري واعتبار “نسمة” وانا أرى أقواله موضع رعاية ناعمة وتقدير من هذه الكوكبة من الاساتذة في هذه الجامعة الوطنية التي أعتز بأن “السفير” قد جعلت من حماية دورها الوطني العظيم وتقدمها ورعاية خريجيها مهمة وطنية تعادل حماية مقاومة المحتل الذي طالما وجد اسبابا للشراكة .. مع الجهل ونقص الوطنية والوقوف ضد الحق والخير والحب..
وأختم بتحية هذه السيدة الفاضلة ايمان يوسف التي اعطت من وقتها وجهدها ما يستحق التقدير على مهمة التوغل في حقل الشوك ولسعه المنعش، متمنياً لها دوام النجاح والتقدم.. متمنياً لذريتها الصالحة غداً مشرقاً بآمال التحرر والتقدم مع الكرامة.
ولا انسى أن أخص بالتحية زوجها السيد خضر يوسف الذي انتصر على غيرته هو يرى السيدة زوجته تسبح في بحر من الآهات والعشاق الملتاعين وجداً وشوقاً وخيبة وحنيناً ولهفة على اللقاء التالي.
شكراً.. وتحية تقدير للجامعة اللبنانية بأساتذتها وخريجيها وطلابها بشخص هذه المبدعة ايمان محمد يوسف.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة القيت في الجامعة اللبنانية – كلية الآداب، في مناقشة رسالة الماجستير للطالبة ايمان اليوسف.