من ساحة ايليا في صيدا وما حولها، وما جاورها او تفرع منها من احياء جديدة كثيفة السكان، تكتشف أن عاصمة الجنوب التي حملت مشعل الثورة وانتظمت جماهيرها (مع الجوار) في ساحات الثورة تهتف للحرية والعدالة والعروبة والانصاف.. والحرب ضد الجوع.
صيدا عروس الثورة، وهي تتكامل مع بيروت طرابلس وبعلبك والهرمل وصور وجل الديب والزلقا، في افياء الفقر والعوز وافتقاد فرص العمل والانتاج.
لقد ذهبت ايام العز وتدفق المصطافين والسياح، واموال المغتربين العاملين سواء في اقطار الخليج، اساسا، ام في انحاء اوروبا. والاميركيتين.
ومع توقف الطيران وانعدام الرحلات من والى بيروت او عبرها تناقصت مداخيل اللبنانيين واقفلوا ملفات مشاريعهم لإقامة فنادق ومنازل فخمة في بيروت والجبل، للمصطافين والسياح وطالبي الاستراحة المريحة بين العواصم البعيدة التي جاءوا منها او عواصم الخير المتدفق مع النفط والغاز في الجزيرة والخليج.
النظام يتهم “الثوار” بضرب مواسم السياحة والاصطياف ومحطات استراحة رجال الاعمال.. لكن فراغ الشوارع والطرقات وساحات الاستراحة واقفال المطاعم ودور اللهو جاءت نتيجة لاجتياح الوباء (كورونا) مناطق لبنان المختلفة، خصوصاً مع عودة الطلاب والدارسين ورجال الاعمال الذين كانوا يقيمون في الخارج للدراسة او كتجار مداهم العالم جميعاً.
صيدا متألقة بروح الثورة.. أما الفقر فرفيق حياة في دولة لا تعرف ولا تهتم الا بعاصمة الحكم فيها..