..وفي حياتك الثانية كنت أفتى شباباً وأعظم رغبة في أن تعيش عمرك الجديد يوماً بيوم، بل ساعة بساعة: تعشق الورد وصبايا الياسمين، تختار اصدقاءك من عشاق الحياة، تبتعد عن المغرورين والتافهين والمرتاحين فوق مقاعد السلطة ولا استحقاق.
صارت قدرتك على التمييز بين الطيب والخبيث، الشامت والمشفق، المحب ومن تأكله الغيرة وذلك التي يشتم القدر الذي كتب لك السلامة ونصَّبك بطلاً من موقع الشهيد الحي..
ثم أنك صرت المعشوق، تتزاحم النساء على دعوتك باسم ازواجهن المشغولين بالسياسة في حين انهن مشغولات بهذا المنتصر على الموت وقد ازداد بهاء وحباً للحياة.
ما أبهى الحياة وهي تحتضنك بشراسة حنانها وتمنع عنك غدر الموت.
لقد تهاوى رصاص الغيلة امام حب الحياة. .وها هو قد ترك “قبلاته” على وجهك وجبينك، ولكن قلبك غذى ارادتك وأمدك بقوة اسطورية جعلتك تنتبه لما كنت تنساه من موجبات تجاه الاهل بعنوان الوالد والقديسة التي تحملت اكثر من أيوب فزاد حبها للناس، كل الناس، وان تعاظم فخرها بما تكتب فيقرأها لها الغير وتنتعش به حتى البكاء.
الحياة لك، مرة أخرى، فكن جديراً بها. عشها كعاشق هزم الموت وانتصر بالحب عليه.. فالحب هو الأعظم والأبقى وهو الذي يعطي الحياة المعنى ويستولد الشغف..
ليكن وقتك موعداً بين عشقين، فكل ما هو خارج الحب زائل، ومن لم يعشق بالحب وللحب ومع الحب لا يليق بالحياة ولا تليق به.