أما وقد حسم الامر في الانتخابات الرئاسية الاميركية، فمن المفيد الانتباه إلى أن قادة الدول وكبار الوزراء فيها، قد امتنعوا عن زيارة واشنطن والسعي إلى لقاء شاغل البيت الابيض، الرئيس دونالد ترامب، خلال احتدام معركة الانتخابات الرئاسية فيها..
… الا قلة من “المسؤولين” العرب تم استنفارهم للذهاب إلى واشنطن في تلك الايام الفاصلة، لعل صورهم وهم ينحنون امام الرئيس دونالد ترامب تفيد في رفع اسهمه في المنافسة الرئاسية.
.. وهكذا ذهب الوزيران الاماراتي والبحريني إلى البيت الابيض وتم استقبالهما في موكب ملكي.. وجال الوزيران في انحاء الطابق الارضي ثم ارتقيا إلى الطابق الاول حيث كان ينتظرهما ” السيد الرئيس” ومعه رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو.. ولقد صافحاه بحرارة، وصافحهما هاشاً باشاً تحت رعاية المضيف الاميركي.. ثم جيء بالوثائق التي تؤكد الخيانة فوقعاها من دون أن يقرآ نصها الرسمي بالعربية والعبرية والانكليزية. ومن ثم دارت كؤوس الراح، وتصاعدت انغام الموسيقى الراقصة من الصالون الداخلي .. فانتعش ” الفارسان العربيان وكادا يقومان ليدخلا قاعة الرقص لولا شيء من تهيب الزيارة الأولى للبيت الابيض الذي تحول في نظرهما إلى واحد من قصور الف ليلة وليلة.
من قال أن الخيانة جريمة وفعل شنيع وتخل عن الهوية والتحاق بالعدو؟
هذا كلام مضلل لقد كان الاستقبال لائقاً جداً، وتم التعامل مع الوزيرين وكأنهما ملكان، ومازحهما رئيس اقوى دولة في العالم وتقدم اليهما مصافحاً والود يسبقه رئيس حكومة الدولة التي هزمت العرب جميعا.. والتي كان طيرانها الحربي يقصف دمشق في تلك الأثناء.
لم نعد في عصر الجمال والبغال والحمير، اننا في عصر الطيران النفاث الاسرع من الصوت والذي يصلك قبل أن يرتد اليك طرفك.. فلا تضيع الوقت ولا تهدر الفرصة بل اغتنمها، وستكون من الكاسبين.
ثم، ومن اجل الاختصار: ما فلسطين؟ انها ارض، مجرد ارض، ظهر فيها بعض الانبياء كما ظهر اكثر منهم في الدول المجاورة او حتى البعيدة.. فأين القدس من مكة واين الناصرة من المدينة المنورة واين روما القديس بطرس من دمشق الشام ومجموع الدعاة والمبشرين الذين انطلقوا منها ليهدوا الناس؟
السلام، ثم السلام، ثم السلام!
كفى حروبا، كفى سفكا للدماء، كفى ازهاقاً للأرواح من اجل اشبار من الارض هنا او هناك..
تعالوا إلى أميركا فخذوا من الاراضي قدر ما تشاؤون .
أنتم احق بارضها من الهنود الحمر.. فهيا.
ولكن.. هل أنتم اقوى من الهنود الحمر؟
استعدوا اذن .. وليكن ترامب الذي لا يخسر لا في السياسة ولا في البورصة هو قائد نصركم الآتي!