تهاوى الزمن حين انبثقت من قلب الجمهور، فجأة وفي عينيها عتاب طويل لم يؤثر على اشراقة الفرح باللقاء الذي تبدى وكأنه قد هبط بالمظلة من تلك الدنيا المسحورة التي تعيش في أحلامنا.
كانت تتبدى أطول من زوجها المبتسم ابداً واللطيف والمليء بكنوز المعارف وعيناه تلتمعان ببراءة الاطفال وسذاجة العلماء..
بالكاد تبادلا تحية اللقاء عناقاً ثم افترقا.. لكن الحنين إلى تلك السجادة التي اتسعت لهما متحاضنين عاد يشتعل في الذاكرة، وهي تهتف به بصمتها ان: خذني اليك.
الدنيا صغيرة حتى لتحتويها عينا المحب..
والذكريات لا تموت، اذ تحرسها التنهدات والشغف ولوثة الخيانة ومتعة الشبق الذي يتخطى حواجز الخوف والمناصب وعيون الجيران.
كم عمر قد مضى على تلك الآهات التي ضمخت السجادة بالشبق؟
مع ذلك فان لحظة واحدة قد أحيتها وأحيته وطمست وجوه الحاضرين والحاضرات والمكان والزمان، ووفرت لهما متعة استرجاع ما لن يعود.. الا كذكرى معطرة لساعات تعدل العمر او تكاد!