… ولقد قاتل العميد عبد الله الحسيني مرضه ببسالة فائقة معززاً بحنان رفيقة عمره الشجاعة غنوه وأبنائه والأصدقاء، لكن شتان بين المعارك العسكرية ومواجهة القدر، وهكذا هزم المرض إرادة هذا «الجندي» الذي عاش حياته محبا للناس، متمسكاً بأرضه، ودوداً بحيث يكاد ينسيك أنه عاش عمره في الجيش.
وكان عبد الله الحسيني عصامياً بالفعل. دخل الحربية بكفاءته، وقام بالمهمات التي كلف بها مخلصاً لشرفه العسكري وتدرج في الرتب حتى «العميد» وتولى المسؤولية في مواقع عديدة آخرها قائد المعهد التعليمي.
وحين تقاعد أخذ يخطط لمشاريع عديدة، وهو القارئ، المثقف، رزين التفكير، تحفّ به عائلته المحبة، زوجته غنوه وابناه وائل واحمد وابنته نادين وقد كانوا عنوانا للنجاح… لكن القدر لم يمهله، بل فرض عليه أن يمضي فترة غير قصيرة متنقلاً بين المستشفيات والأطباء في لبنان وفرنسا يحاول استنقاذ حياته وسعادة عائلته. وهكذا رحل عنا العميد المثقف ابن شمسطار البار المحب لأهلها جميعاً.
واليوم تسير شمسطار في موكبه الأخير، وتودعه بحزن من فقد عزيزاً.
العزاء لعائلته جميعاً، ولبلدته، ولمحبيه ومقدريه الكثر.
طلال سلمان