يدخل رئيس السلطة الفلسطينية، التي لا سلطة لها على أي شبر من فلسطين، إلى لقاء الرئيس الاميركي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي في البيت الابيض بواشنطن، يغمره شعور بالرضا عن النفس: لقد أعلنت “حماس” التوبة وقرأت فعل الندامة عن تاريخ علاقتها بتنظيم الاخوان المسلمين وخرجت منه إلى “الدولة على حدود 1967، مع عدم الاعتراف بدولة اسرائيل”!
…وهذا انجاز تاريخي، يضاف إلى رصيد الامارة المن غاز، قطر، التي اقنعت “حماس” بان هذه الخطوة التاريخية ضرورية لإنهاء الانقسام الفلسطيني، بما يعزز موقف “السلطة” التفاوضي، ويرفع من شـأن رئيسها وهو يلتقي “رئيس الكون” في البيت الابيض شأنه شأن أي رئيس شرعي، شعبه موحد الموقف حول اهداف نضاله من اجل تحرير الارض لإقامة “الدولة” المستقلة.
ها هو الغاز العربي في خدمة القضية المقدسة، فلسطين..
وها هي امارة قطر تهجر الاخوان المسلمين الذين طالما رعتهم ودعمتهم واستضافت قياداتهم وحمتها فلم تسلم “المطلوبين” منها إلى السلطات الخارجة على الدين في مصر وسوريا وانحاء أخرى من الوطن العربي، بل ومن العالم الاسلامي الكبير..
وهكذا فلسوف يدخل رئيس السلطة التي لا سلطة لها على أي شبر من فلسطين على رئيس الكون “كأني عليك امير المؤمنين أمير”.. فهو آت وقد تعزز موقفه بقرار اجماعي من القمة العربية في عمان، يتبنى ذلك القرار التاريخي للقمة العربية في بيروت قبل خمسة عشر عاماً.. مما يدل على صمود القادة العرب على تنازلاتهم التاريخية عن ارضهم المقدسة..
كانت العقبة الوحيدة امام قيام “الدولة الفلسطينية” تتمثل في الموقف المكابر لمنظمة “حماس” واصرارها على “التحرير من النهر إلى البحر”، بتحريض من الخارجين عن اجماع القمة العربية، أي جماعة الاخوان المسلمين.. أما وقد طرد هؤلاء العصاة المزايدون من حلم الجنة الموعودة في ارض الميعاد، فلم يعد لدى المتطرف بنيامين نتنياهو أي عذر في المكابرة ورفض قيام “الدولة الفلسطينية” العزلاء، والمحاصرة بجيش الدفاع الاسرائيلي براً وبحراً وجواً، والمفقرة إلى حد تسول الخبز والكهرباء والماء والنفط وسائر اسباب الحياة من “الدولة الام: “اسرائيل”!
على هذا فالمرجح أن يعود محمود عباس من واشنطن راكباً حصاناً مطهماً وهو يرفع راية “دولة فلسطين” وقد حملت توقيع رئيس الكون رونالد ترامب وتأييد الاتحاد الاوروبي ومباركة الاتحاد الروسي… وهو الصديق الصدوق للعرب والاسرائيليين معاً، والمتعاطف تاريخياً مع شعب فلسطين المظلوم !
“ويا فلسطين جينالك.. جينا وجينا جينالك
جينالك لنشيل احمالك..”
تنشر بالتزامن مع السفير العربي