في ﻟﺤﻈﺔ ﻏﻴﺎﺏ ﻃﻼﻝ ﺳﻠﻤﺎﻥ، ﺗﻄﻞّ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﺗﺮﻳﻢ ﻋﻤﺮﺍﻥ، ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﻋﻤﺮﺍﻥ، ﺇﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ، ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮ، ﻭﺻﺪﺍﻗﺔ، ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ، ﻭﻗﻀﻴﺔ، ﻭﺣﻠﻢ ﺑﺄﻣﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻋﺰﻳﺰﺓ ﻗﻮﻳﺔ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋلى ﺃﻥ ﺗﺠﺴﺪ ﺃﺣﻼﻡ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ ﻭﺁﻣﺎﻟﻬﻢ.
ﻛﺎﻧﺖ »ﺳﻔﻴﺮ« ﻃﻼﻝ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺗﻤﺜﻞ ﺗﻮﺃﻡ »ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ« ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ.
ﻛﻠﻤﺎ ﻭﻃﺊ ﺃﺭﺽ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺯﺍﺋﺮﺍً ﺃﻭ ﺿﻴﻔﺎً ﻋلى »ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ« في ﻧﺪﻭﺗﻬﺎ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ، ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻞ ﺃﺧﺎً ﻭﺻﺪﻳﻘاً ﻭﺭﻓﻴﻖ ﺩﺭﺏ، ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﺍﺭ.
ﻳﻄﻮﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻃﻼﻝ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺘﻌﺐ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﺍلمتمرّد، ﻭﺍﻟﻌﺮﻭﺑﻲ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﻈﻢ، ﻭﺍلمرﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﻭﺑﻴﺔ ﻭﺍلموﺍﻗﻒ ﺍﻟﺠﺮﻳﺌﺔ، ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﻬﻨﻴﺔ ﺭﻓﻴﻌﺔ، ﻭﻭﺍﺿﻊ ﺃﺣﺪ ﻣﺪﺍﻣﻴﻚ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ.
ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻌﻪ ﺃﻭ ﺗﺨﺘﻠﻒ في ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، ﻟﻜﻨﻚ ﺗﻘﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺎﻣﺔ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﺧﻼّﻗﺔ، ﻭﺻﺎﺣﺐ ﻣﻮﻗﻒ ﺻﺮﻳﺢ ﻭﻭﺍﺿﺢ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻪ.
ﺣﻤﻞ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺃﻣﺘﻪ ﺑﻜﻞ ﺛﻘﻠﻬﺎ ﻭﺿﺮﺍﻭﺗﻬﺎ ﻭﻋﻨﻔﻬﺎ ﻭﺃﻫﻮﺍﻟﻬﺎ، ﻭفي ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺮﻣﻖ ﺍﻷﺧﻴﺮ، ﻭﻣﺎ ﺗﻌﺐ ﻭلم ﻳﻬﻦ، ﻭﻻ ﺃﺧﺎﻓﺘﻪ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﺍﺕ، ﻭﻻ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻻﻏﺘﻴﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ، ﻭلم ﻳﺘﺮﺍﺟﻊ، ﻭﻇﻞ ﻳﻤﺴﻚ ﺑﺠﻤﺮ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﻑّ ﻟﻪ ﺟﻔﻦ، ﺃﻭ ﺗﻬﻦّ ﻟﻪ ﻗﻨﺎﺓ.
ﺇﻧﻬﺎ ﺻﻼﺑﺔ ﺍلمﻮﻗﻒ ﻭﻋﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍلمؤﻣﻨﻮﻥ ﺑﺮﺑﻬﻢ ﻭﻭﻃﻨﻬﻢ ﻭﺃﻣﺘﻬﻢ. ﻭﻇﻞ ﻋلى ﻋﻬﺪﻩ ﻭﻓﻴﺎً ﺻﺎﺩﻗﺎً في ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﺑﺎﻟﻨﻀﺎﻝ. ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻷﺧﻴﺮ.
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺳﺲ »ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ« ﻳﻮﻡ 14 ﻣﺎﺭﺱ/ﺁﺫﺍﺭ 1974، ﻭﺍﺗﺨﺬ ﻟﻬﺎ ﺷﻌﺎﺭ »ﺟﺮﻳﺪﺓ ﻟﺒﻨﺎﻥ في ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ في ﻟﺒﻨﺎﻥ«، ﻭﺷﻌﺎﺭ »ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﺻﻮﺕ ﻟﻬﻢ« ﺃﻳﻀﺎً، ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺮﺟﻢ ﺣﻠﻤﺎً ﻭﻣﻮﻗﻔﺎً ﻭﻣﺒﺪﺃ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻪ، ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺇلى ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻷﻭﺳﻊ، ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﺜﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﻀﻮﺭ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺛﻘﺎفي ﻭﻭﻃﻨﻲ ﻭﻧﻀﺎلي ﻭﻗﻮﻣﻲ، ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣﺎ ﻳﺠﻤﻊ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻭﺣﺪﺓ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﺋﻂ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ، ﻭﺃﺩﺍﺗﻪ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺯﺭﻋﻬﺎ في ﻗﻠﺐ ﻭﻃﻨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ.
»ﺃﺑﺎ ﺃﺣﻤﺪ«.. ﻏﻴﺎﺑﻚ ﻣﻮﺟﻊ.. ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﻘﻮﻝ ﻟﻚ ﻭﺩﺍﻋﺎً.. ﻓﺄﻧﺖ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺑﻴﻨﻨﺎ.