أظنك تضحك منا، في عليائك، وقد أخطأنا في صورتك. لعلك تقول إننا لم نشأ أن نصدق أنك قد ارتحلت عنا بالفعل، لأننا نعرف كم تحتاجك اليمن وكم سيفتقدك محبو اليمن ممّن راهنوا على دور مميز لها في مستقبل هذه الأرض العربية.
لقد عجزت عن علاج نفسك، أيها الطبيب الناجح. أتعبك قلبك، قبل سنوات، فذهبت مضطراً إلى البلاد التي تناقض سياسة إدارتها وتتهمها بالتآمر على بلادك: الولايات المتحدة الأميركية… وعدت مبتسماً لأنك اكتشفت أن قلبك أقوى من مؤامرتها!
أتموت في القاهرة، يا عاشق مصر وناصرها، المتسكع في شوارع «المحروسة» وكأنك مولود في بعض حواريها، تستمد منها الأمل حتى عندما سادتها عتمة كامب ديفيد؟!
أيها المناضل الطيب، أهذه ساعة للمغادرة، وكل من وما في اليمن ينادي أمثالك إلى الحضور! لاستكمال التغيير بالعقل مع الحماسة، وبالوعي كاشف الفروق بين من يقدم مساعدات الموت الرحيم تجنباً لاتساع ميدان الثورة، ومن يحجبها عن الثوار حتى يعجزوا عن الانتصار.
سلام عليك أيها المناضل العربي الصادق الذي خدم شعبه بنور عينيه حتى النفس الأخير… ثم ارتحل إلى مصدر الحلم فانطوى عليه، مقرراً أن العروبة هي القضية، في اليمن كما في مصر وفي فلسطين، بداية وانتهاء.
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان