بعد نبيل خوري ومعه شفيق الحوت!
ثقيلة هي الأحزان، والصدمات التي تتوالى أعنف من أن تتحملها قلوبنا التي اوهنها الوجع القومي والوطني وهو هو مصدر العلة التي تجعل فرسان الكلمة والرأي يهوون واحداً بعد الآخر!
فقبل ان نفيق من صدمة الفجيعة العربية العامة برحيل الرئيس حافظ الأسد، بلغنا، ونحن في دمشق، ان نبيل خوري العائد إلينا بعد غياب طال اكثر من المعتاد، قد هدَّه تعب الشوق والتلهف الى رؤية لبنان وقد تحرر من الاحتلال الاسرائيلي فسقط على أرض مطار بيروت قبل ان يدخلها، وإذ تعذر إسعافه بالسرعة المطلوبة فقد تفاقم وضعه الصحي، وخصوصاً ان قلبه المتعب بحبه معطوب اصلاً، فكان ضروريا ادخاله غرفة العناية الفائقة، وهو ما زال فيها حتى الساعة.
ثم جاءنا الخبر الصاعق الآخر: ان شفيق الحوت، الذي كان في واشنطن في سياق نشاطه للاعتراض على التفريط بفلسطين، قضية وأرضاً، قد تعرض لأزمة قلبية حادة استدعت نقله على عجل الى المستشفى حيث تبيّن ان ستة من الشرايين التي تحمل الدم من وإلى القلب قد سدها الغم والارهاق واخبار التنازلات المتوالية.
رفيقا العمر، تفكيرا وكتابة، نشاطاً في الدعوة وفي العمل، سمراً وسهراً وصداقات، رفيقان الآن في الألم وفي مقاومة الغيبوبة وفي تحدي اليأس والاصرار على ان يكملا المسيرة حتى آخر رمق بغير ان يرفعا الاعلام البيضاء.
لنبتهل الى الله ان يحفظ هذين القلمين المتميزين وهذين الرجلين اللذين اعطيانا كثيرا من الايمان بالقضية، واللذين »أنسنا« النضال فكانا يقاتلان مبتسمين تعبيرا عن عشقهما العظيم للحياة، فكاره نفسه لا يمكن ان يقاتل من أجل الآخرين.
اللهم، ارحمنا بالصديقين الغاليين واحفظهما لأسرتيهما، أي كل الناس.
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان