جاءت لوداعي، قبل أيام، لمناسبة مغادرتها لبنان نهائياً، السكرتيرة الصحافية في سفارة فرنسا في لبنان، ستيفاني صالحة وهي تتقن العربية خصوصا وان زوجها “مصري” الجنسية..
ستيفاني تعرف لبنان جيداً، بعد أن امضت فيه أكثر من خمس سنوات شهدت فيها العديد من الاحداث والتطورات، وشاركت في الكثير من اللقاءات الرسمية، ولعل معرفتها باللغة العربية قد ساعدتها على فهم ما لا يقال بالعربية.
قالت بشيء من الاستحياء: -أوضاعكم صعبة جداً- وما كنت لأقول مثل هذا الكلام لولا انني قد انهيت مهمتي هنا وعائدة إلى ادارتي في باريس… لكن ما يدهشني هي تلك اللامبالاة التي يبديها من التقيت من المسؤولين، علماً أن اصدقائي هنا، فضلاً عن زملائي في السفارة، او في اللقاءات الدبلوماسية الجامعة يقول ما معناه:- عجبت للجائع كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه-
وبعد لحظات استدركت معتذرة:- آسفة، لعلني قد بالغت، او خرقت جدار السرية التي يفرضها عليَّ عملي.. لكنني احببت لبنان وحيوية شعبه وقدرته على ابتداع الحلول، بالسفر، باقتحام مختلف انواع التجارة، بالشطارة وسرعة تأقلمه مع المحيط، أي محيط، كما الذين ذهبوا إلى مختلف انحاء الخليج، فضلاً عن السعودية، وعادوا ليبنوا بيوتا لابأس بأناقتها، كما اوفدوا ابناءهم إلى الجامعات في فرنسا وبريطانيا واميركا..
قبل أن اباشر الرد، تابعت تقول:- اسفة، اعرف أن ليس من حقي أن اقول ما سمعته، ولكنني احب لبنان ومعجبة بحيوية اللبنانيين وكفاءاتهم ( بل وتطوير كفاءاتهم) بحيث يعملون في أي مجال وكل مجال، سواء في الداخل او في دول الجوار ، سيما الخليجية منها..
وختمت بالقول:- آسفة ، لعلني اتدخل في ما لا يتصل بمهمتي الدبلوماسية ، لكن حبي للبنان واعجابي بحيوية شعبه، جعلني أدرك تماماً انه يستحق الاحسن والافضل. آسفة لعلني تجاوزت حدودي، ولكنني عائدة من حيث أتيت.. وأتمنى لشعب لبنان ما يليق بكفاءاته.