…ولقد وهبتني ألف عام من الحب، فانتصرت على الموت اغتيالاً، وانتصرت على الغدر عيانا، وانتصرت على الافلاس تواطؤاً.
صمدتُ بكِ ومعكِ حتى ملأ الربيع حياتنا بالورد والزنبق والياسمين وشقائق النعمان، وصارت حياتنا جنة تحوم من حولها شياطين التواطؤ على النجاح، وخفافيش المتآمرين لاغتيال الضوء وادامة الظلام.
كنت استمد من صمودكِ في وحدتك، تستمدين القوة من ايمانك القدرة على مواجهة الصعب، والاصعب، وقهر الاستحالة.
ثم اثمر الخير حتى فاض البيت فرحاً وأنساً وضحكات اطفال تأخذ إلى الجنة..
وكان عليكِ أن تعيشي في قلب الادعية وتمني النجاح، وانت تواجهين مهمات أثقل من أن يتحملها كاهلك… وابسطها أن تتكفلي بنقل وجهي المخضب بالدماء إلى من يعالج جراحه التي كادت تذهب بالبصر والعقل لولا ادعية ايمانك الصادق.
ولقد تحملتِ الغربة والوحدة وأثقال تربية اربعة من الملائكة ـ الشياطين المهجرين عن أهلهم ووطنهم ولغتهم ورفاق الصبا واحتضان الاجداد والعمات والخالات ونسائم الربيع في البقاع وسط الجبال المكللة بالثلج.
اليوم، ونحنُ على حافة العمر، لست أجد ما أتمناه الا أن اكونْ قد نجحتْ في إسعادك، “يا عفو”، ولو ليوم، في دهر العذاب البلا نهاية، والذي حاول فيه المربع المذهب ثم السباعي الماسي أن يجعلوه جنة بضحكاتهم التي تُبهج الروح ونجاحهم المؤكد في أن يكونوا أفضل منا واسعد حالاً، وان يستذكرونا بفرح يسعدنا في غيابنا البلا نهاية.