مع رحيل عدنان عرقجي، تفقد بيروت شيئاً من روحها وحيويتها وقدرتها الفائقة على الصمود للمحن محتفظة بنكهتها المميزة التي طالما قاومت الانقسام ومحاولة تحجيمها أو عزلها، بالنكتة والابتسامة الساخرة.
وكان عدنان عرقجي، فضلاً عن جديته كرجل أعمال ناجح، وعن اقتحامه دنيا السياسة كوجه شعبي، يجسد بعض روح بيروت وأحد «صناع» النكتة والمرح و«التشنيع» على الخصوم الذي كثيرا ما طاول الأصدقاء.
غاب عدنان عرقجي عن عالم السياسة بقرار واع. لقد شعر أن «الأوضاع» التي شجعته على اقتحام هذا العالم قد تبدلت، فانطوى على نفسه، وان ظل «يخدم جمهوره» بما يستطيع.
كانت دمشق توأم بيروت بالنسبة لرجل الأعمال الناجح، فتولى هناك إنجاز مشاريع عمرانية، وربطته صداقات متينة بالعديد من المسؤولين ورجال المال والأعمال.
ومثلما افتقدت الندوة اللبنانية عدنان عرقجي بنكهته المميزة ونكتته الحاضرة أو المستعادة وقد تم تجديدها، سيفتقد المجتمع البيروتي رجل الخدمات، كما سيفتقده مجتمع الإعمال.
بعض العزاء في عدنان عرقجي أن «السياسة» بارتباطها بالشعب ومطالبه تكاد تندثر. رحمه الله ورحمها.
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان