كم يفرحني، ان اكون اليوم بينكم في بلدة شمسطار، التي يربطني بها الانتماء “الوطني ـ العروبي ـ المقاوم”، ويشدني اليها وفرة من الاصدقاء، من مزمنين ومستجدين … واني اشعر بنشوة الانتماء الى عروبة “ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة” والتي هي حتما الحضن والحصن للمقاومة ورجالها وشهدائها الابطال، ممن قدموا التضحيات بالدم والروح دفاعا عن كرامة هذه الامة في وجه اعدائها من “صهاينة وارهابيين”، حين اتحدث اليوم بمناسبة ذكرى تاسيس جريدة “السفير”، وما ادراك ما لهذه الكلمة “الرمز” من وقع في النفوس، وخاصة لدى الذين “لا صوت لهم”، حيث حملت “السفير” قضاياهم وهمومهم بكافة اوجهها من “معيشية وصحية وبيئية واجتماعية وسياسية”، كما عبرت وطوال 44 عاما عن “وجدانية وعمق انتمائهم” فلم يخل عدد من عناوين ومضامين وصور “المناضلين والمجاهدين” وقضايا الامة الساخنة وفي قلبها دائما وابدا فلسطين وقدسها الشريف …
وبمعزل عن عنوان احتفال اليوم، وهو تكريم ابن شمسطار الاستاذ طلال سلمان، فانه يستحيل الحديث عن جريدة “السفير”، دون حضور “طلال سلمان وقلمه” … طلال سلمان، الذي اقدم واقتحم وصان وصبر، اعطى ذخر شبابه لـ”قضية في صحيفة”، عبر فيض من الفكر وسيل من الحبر، فتميزت “السفير” بحضورها واقتحامها البيوت عند كل صباح، فارضة استطلاعها والتعلق بها … لكن ذلك، لم يكن ليكتمل لولا العشرات من الكوادر الاعلامية ممن عملوا بـ”السفير”، لا بخلفية وظيفية وراتب، بل باللهفة والحماس لخدمة ومساندة “قضايا الانتماء الواحد”، ممن رابطوا على ادراجها يكتبون على ضوء شموعها خلال الازمات والشدائد (اجتياح 82، حروب الاخوة الاعداء “التوظيفية” في الثمانينات، حرب التحرير 89، حرب تموز 2006…)
عودة الى الاسمر العربي طلال سلمان اقول، مهما قلت عن كفاحك وعطائك لـ”السفير”، فلن افيك حقك في كفاحك وعرقك وسهرك الليالي، خاصة واني من الفاشلين في لغة المديح، وساترك للزمن ان يحكم بما لك وما عليك واسمح لي كواحد من “عشاق السفير” ومن الذين لا صوت لهم، ان اتوجه بسؤال لا يحمل الا الحرص والمحبة …
خارج اطار ما اعلن من قبلك من اسباب اتفهمها واقدر… لماذا توقفت جريدة السفير ..؟؟
كلمة القيت في الاحتفال التكريمي للاستاذ طلال سلمان الذي اقامته بلدية شمسطار في 2017/3/26