البلاد صغيرة، صغيرة، بضعة اشبار خلف الجبال، وبضعة اشبار فوقها ثم يمتد السهل مع الخيال حتى نجمة الصبح .. ولا قمر!
من أين سيأتيك الصبح، اذن، والستائر مسدله، والسماء معتمة في انتظار أن تبزغ النجوم وان يطل القمر.. والشمس تقطع الرحلة الكونية المعتادة لتصل اليك مع الفجر.
حبيبك نائم، فخفف وقع اقدامك على الارض حتى لا يفيق منزعجا. حبيبك يحلم بك فاتركه يسرح في ابراج مقاديرك..
اتركه طالما بقيت خارج حلمه، فلو أنك فيه لكنت الآن غائبا في تلك الموجة محمرة الاطراف من العناق، ولكنت تجرب الطيران إلى مهجع أحلامك تاركا لها أن تلتحق بك، او تشدك اليها.
تقودك الاسئلة والتساؤلات إلى انصاف حقائق قصرت عن الاكتمال، لان الاحلام التهمت زبدة الاحلام، ثم امتطت حصان النوم وسافرت إلى ما خلف السؤال، ولم تترك عنوانا او رقم هاتف. هيا، انهض وامشِ .. تحسس طريقك بأطراف اصابعك، وابعث نور عينيك ليضيء الطريق امامك، فاذا ما اصابتك الرعشة توقف.. ستجد حبيبك امامك، وسيسعد بأنك قد ذهبت اليه، وسيعود بك في زفة من الفرح.
الاسئلة متعبة. الاجوبة معلقة في سماء الاحلام، والارض لن تمطر ذهبا، فمن أين لك البيت والهناءة وعباءة النوم والاغفاء في حومة القبلات.
قم. ارتدِ ثيابك وانطلق. امامك الف باب، خلف كل باب حبيبة او أكثر.. وسيكون عليك أن تختار، ولكنك اجبن من أن تختار، واتفه من أن تنتظر من تختارك.. لذلك ستعيش وحيداً، ووحيداً تموت، يا من ينتظر من يذكره باسمه مئة مرة في اليوم!