أدين بالفضل في النجاح الاستثنائي الذي حققته “السفير” منذ انطلاقتها في ربيع العام 1974 (26 آذار)، إلى عدد من الزملاء الكتاّب والصحافيين وعدد آخر من الفنانين المبدعين رسماً وخطاً كما في مجال النقد السياسي الخلاق: الكاريكاتور.
بين هؤلاء المبدعين من غادر دنيانا عبر جريمة شنعاء، فكان اغتيال احد اعظم رسامي الكاريكاتور ناجي العلي جريمة ضد فلسطين وضد التحرير وضد التحرر والتقدم نحو الغد الافضل..
ولقد فقدنا بعده مبدع البهجة بالسخرية، رسام الكاريكاتور الممتاز بهجت عثمان.. وهو من كرس فنه للسخرية من اصحاب الكروش والنهابين والانتهازيين، كما أطى فائض جهده للأطفال فابتكر لهم الشخصيات ساخراً من الدكتاتوريين وأغنياء الحرب وتجار اوجاع الناس.
ثم كانت الخسارة الفادحة مع غياب المبدع فكراً ورسماً وكتابة محيي الدين اللباد، الذي اعطى فناً جديداً في مجال الكاريكاتور، ثم انه أنشأ مجلة متميزة “تحاكم” الفنون ومختلف مناحي الابداع الفني ولا سيما الخط العربي الذي كان يرى فيه كنزاً، وقد اسماها “نظر”.
كان اللباد الكاتب ينافس اللباد الرسام، وهذا ينافس صاحب النظرية الفلسفية والعلمية في الخط العربي وأشكاله،
في الذكرى السابعة لغياب اللباد، والعاشرة لغياب بهجت عثمان والثلاثين لغياب ناجي العلي، هذه التحية لهؤلاء المبدعين الذي خسرناهم وليس من يعوض غيابهم.