ليست هي المرة الأولى التي يضرب فيها الجوع لبنان ومواطنيه و”ضيوفه” من العرب والاغراب، خارج نطاق السياحة وموسم الاصطياف الذي مضى وانقضى، واختار اغنياء السعودية والخليج العربي مصايف مذهبة وهربوا من “الجهاد” و” حزب الله” وشعارات التحرير و “يا فلسطين جينالك.. جينا لنشيل احمالك!”
مع كل حرب، عالمية بالخصوص، وكذلك مع كل حاكم فاسد، كان الجوع يعض بأنيابه فقراء اللبنانيين، ومعهم متوسطي الحال الذين يتدنى مستوى حياتهم إلى حدود الفقر والعجز عن توفير العيش الكريم لعائلاتهم.
أما اليوم فلا حرب الا حرب التجار والدولار في ظل غياب الدولة و”فلتان” الاسعار، فيبيع كل تاجر بالسعر الذي يحقق له الربح الوفير، وليذهب الجائعون إلى الجحيم.. فهم ليسوا من زبائنه بل أن ما معهم لا يمكن أن يروي رمق عيالهم.
الدولة في غيبوبة والحكومة تبحث عن التوازن داخلها في مواجهة الخارجين منها وعليها.. و”الدول” تشترط عليها أن تتصدى ل”حزب الله” فتعتقل مجاهديه، شهداء واحياء، والا فلا مساعدات ولو بفوائد عالية او بشروط قاسية.. وهذا ما عبَّرت عنه السفيرة الاميركية الجديدة وملكة الجمال الدائم دورثي شيا. فما أن اطلقت تهديدها حتى تحركت جوقة ” اخوة حنيكر” لتقول في “الحزب” ما لم يقله مالك في الخمر..
كما أن مبعوثة واشنطن قد انذرت اللبنانيين بالجوع، وتدخلت في شؤون القضاء فطلبت احالة قاضي صور محمد المازح على المجلس التأديبي ..والا فلا مساعدات!! ولما لم تتحرك الدولة، بل تحركت ضده فأحالته إلى التحقيق تقدم باستقالته حفظاً لكرامته.