حتى الوباء (كورونا) لم يقرب العرب من العرب ولم يوحد جهودهم في مواجهته.. بل لعل بعضهم قد “شمت” بالبعض الآخر ولامه على تقصيره في تأمين سلامة مواطنيه (وهم رعاياه، اولاً واخيراً..)
بل أن الدول الأغنى التي انكرت، في البداية، انتشار الوباء فيها، سرعان ما استدركت فاعترفت بأعداد الاصابات فيها، على استحياء.
على أن الحقيقة كان لا بد أن تظهر، وهكذا تبين أن الاصابات في السعودية وقطر والامارات والكويت أكثر بكثير مما كان مقدراً، وان تميزت الكويت بصراحة الاعلان عن اعداد المصابين ومن توفي منهم خلال العلاج.
ليس الوباء سراً حربياً، وكتمان امره يفاقم الاوجاع، وقد يستحيل بعد ذلك الشفاء منه، وقديما قيل “من كتم علته ذهبت به”. وها أن دول العالم جميعاً، الكبيرة منها كالولايات المتحدة الاميركية ومختلف دول اوروبا بشرقها وغربها تعلن ارقام المرضى والوفيات فيها، بلا خجل، وبلا شعور بالذنب تجاه الضحايا الذي لا دواءً ناجعاً حتى الساعة، ينقذهم من هذا الوباء.. لا سيما بعد اشتداد الصراع مع الصين حتى كاد يعم الدنيا بغربها وشرقها والبين بين.
اختفت جامعة الدول العربية، وشحبت اواصر القربى بين العرب والعرب، واقفل كل على نفسه، مع أن التعاون كان يمكن أن يخفف الاصابات، ولكن.. لا حياة لمن تنادي، وكأن العرب يستعيدون قول شاعرهم القديم: حتى على الموت لا اخلو من الحسد.
او كأن “الاغنياء” من العرب يفترضون أن الوباء من اختصاص الفقراء..
والحمدلله من قبل ومن بعد..