يطل على الحياة السياسية، مجدداً حزب الكتلة الوطنية في محاولة لتصحيح المسار والخروج من عباءة الطائفية الموروثة، الرئيس الراحل إميل إده ثم وريثه “المشاغب” الراحل ريمون إده.
“الرئيس” أو “العميد” الجديد يستمد جدارته سيرة بيروتية من سلام سهيل يموت، الذي كان والدها سهيل يموت من مؤسسي جريدة “الأخبار” الناطقة يومذاك، باسم الحزب الشيوعي.. وبين الوجوه البارزة فيه العميد السابق كارلوس إده، ومعه أمين عيسى وروبير فاضل، النائب عن طرابلس الذي تقدم باستقالته من المجلس النيابي حين لم يجد لصوته صدى وأدرك انه صوت صارخ في البرية.. ثم المثقف أمين عيسى الذي أصدر كتاباً جديداً في بابه بعنوان ” حوار الإمامين.. نور القرآن في بحر الظلام”.
انها مغامرة تحتاج إلى شجاعة.. فالأحزاب، عموماً، تفقد دورها، تدريجياً، لتحل محلها التنظيمات الطائفية (“أمل” و”حزب الله” عند الشيعة، “التقدمي الاشتراكي” عند الدروز، “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” عند الموارنة إضافة إلى حزب “الكتائب” الذي يثقل عليه تاريخه.
انها مبادرة طيبة أن ينفض حزب الكتلة الوطنية الماضي عن كاهله، وان يتصدى بقدر ملحوظ من الشجاعة لإعادة بناء الحزب على قواعد جديدة تأخذ في الاعتبار اختلاف الزمان وتهاوي الأحزاب الطائفية، والانتفاضة المجيدة التي يعيشها شعب لبنان منذ أكثر من شهرين رافعاً شعار إسقاط النظام الطوائفي والخروج من نفق الطائفية والمذهبية وما اشتق منهما.
ومؤكد أن هذه المبادرة تحتاج إلى الشجاعة والى الوعي بصعوبة المغامرة.. لكن ما يوفر لها فرصة للنجاح هذه الانتفاضة المجيدة التي تؤكد مجدداً وحدة الشعب وطموحه إلى مستقبل أفضل في ظل نظام يشبهه ولا يفرض عليه تقديم طائفته على مواطنيته كلما طلب وظيفة أو لاستعادة حقه في الترقية.. هذا قبل أن نصل إلى حقه في الوصول إلى النيابة (ومن ثم الوزارة) من خارج القيد الطائفي.
انها خطوة أولى على طريق طويل، تتطلب مع الشجاعة الصبر، فبناء المستقبل قد يتطلب ترك الماضي لأهله والتقدم إلى الأمام.
وعسى الحزب الجديد، القديم ينجح في بناء وطن “مزدهر، أفضل وعادلاً مع كل أهله بوصفهم مواطنين لا رعايا.