في الذكرى الخمسين لصدور العدد الأول من جريدة “السفير” في 26 آذار 1974، نظم يوم الثلاثاء 26 آذار 2024، في مبنى الصحيفة، لقاء ضم
مجموعة من الصحافيين والمثقفين والعاملين في الحقل العام، في تحية لمؤسسها طلال سلمان بعنوان “الحلم على حافة المستحيل”.
وكانت فلسطين، كما كتبها طلال سلمان وآمن بها وأحبها، بكلماته وبصوته، وعلى امتداد حياته، هي بداية اللقاء.
وبعد كلمة باسم “السفير”، عُرض فيلم للمخرج محمود حجيج صورّه في العام 2009، مع طلال سلمان وعنه، ولم يعرض من قبل، ويتناول سبع محطات في مسيرة سلمان.
وتم الإعلان عن مجموعة من الإضافات التي أنجزت في المناسبة، ومنها إعادة نشر المجموعة الكاملة لكتب طلال سلمان بصيغة رقمية، بالشراكة مع دار “نيل وفرات”، لإتاحة الفرصة أمام توزيعها عبر الإنترنت إلى كل من يرغب بقراءتها.
https://talalsalman.com/category/كتبه/
بالإضافة إلى ذلك، أعلن عن العمل على إصدار كتاب “كتابة على جدار الصحافة” بصيغة صوتية، وهو كتاب يتضمن بعض ذكريات طلال سلمان خلال نشأته ودخوله إلى عالم الصحافة حتى إصدار جريدة “السفير”.
ونظراً لشغف طلال سلمان ورغبته الدائمة في البحث عن المواهب الناشئة أو تلك المخفية، وتشجيعها على الانخراط في الإنتاج والتعبير، أطلقت دعوة جميع الراغبين من كتاب وصحافيين ورسامين ومصورين ومخرجين من الشبان إلى إرسال أعمالهم على البريد الإلكتروني [email protected]، ليتم نشر أفضلها على موقع talalsalman.com.
وبعدها تم الإعلان عن الحلّة الجديدة للموقع الإلكتروني “talalsalman.com”، وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي:
Facebook:
Instagram: https://www.instagram.com/talalsalmanofficial
Twitter: https://twitter.com/talalsalman
Tiktok: https://www.tiktok.com/@talalsalmanofficial
Youtube: https://www.youtube.com/@talalsalmanofficial
وفي المناسبة ألقيت كلمة باسم “السفير”، في ما يلي نصها:
عن “السفير” وغيابها يقول طلال سلمان، كمن يتحدث عن نفسه:
“شحب الضوء، وابتلع النسيان أيّام التوهّج، لكن الوجدان يقظ، والذاكرة حيّة بعد، لان صدى “صوت الذين لا صوت لهم” ما زال يتردد في وجدان الناس الذين شكلت لهم تحية الصباح وخط السير إلى الحقيقة لثلاث وأربعين سنة.
لا حزن، لا وجع على الفراق، لا لوعة ولا أسى: لقد أنجزت المهمة بقدر الامكان، والطريق واضحة لمن يريد اكمال الرسالة.
لم تكن مغامرة طائشة. كانت محاولة جادة، وبالاعتماد على كفاءات مهنية وطموحات جيل جديد من اصحاب الافكار المتحمسة للتغيير، ولمواجهة الناس بالحقيقة لإسقاط الحصانة عن “الكبار” الذين يجتهدون في حبس “الرعايا” في الماضي.
هذه تحية لحياة “السفير” التي امتدت في قلب الصعوبة حتى اليوم الأول من سنة 2017، ثم أغلقت أبوابها بعددها الأخير، مودعة جمهورها الذي وقف معها وساندها ودعمها في مواجهة الظلم والظلام ومحاكمات الافتراء.”
في ذكرى السنة الخمسين لصدور العدد الأول من جريدة “السفير”، نجتمع اليوم لنحتفل بطلال سلمان للمرة الأولى بعدما غادرنا، ولتكن هذه السنة سنته وهو المؤسس والراعي والأستاذ في مسيرة جريدة “صوت الذين لا صوت لهم”.
نختم بكلمات محمود درويش:
خسرتُ حُلماً جميلاً
خسرتُ لسع الزنابقْ
وكان ليلي طويلا
على سياج الحدائقْ
وما خسرتُ السبيلا
أمّا الكلمة التي ألقيت في بداية اللقاء، فهي نص مقتبس من مجموعة مقالات كتبها طلال سلمان عن فلسطين، وقد ألقيت بصوته ، وفيها:
فلسطين.. نجمة الصبح العربي
الحلم أقوى من الهزيمة. قد يسقط صاحبه دونه، لكن الحلم يلتحف النجمة ويتدثر بالشمس ويظل حافزاً من أجل النهوض. لا يكتمل الإنسان إلا بأحلامه، والعيش خارج الحلم اندثار في الصقيع.
والحلم يتجاوز الجيل إلى مَن بعده وينتصب أمامه راية.
وللحلم هويّة مضيئة: هي فلسطين. هي الحرية والكرامة والخبز. هي العروبة والوطنية جميعاً. هي الدين والدنيا.
ولن تهزم فلسطين.
تكتب فلسطين مجددا، بدماء أهلها في غزة هاشم، فصلاً جديداً من التاريخ المضاد للتاريخ الرسمي العربي، الآخذ إلى التيه في صحراء الاستسلام للعدو الإسرائيلي.
وحيدة تقاتل.
وحيدة غزة هاشم، تقاتل أعداء الحياة، حياة العرب جميعاً وحقهم في مستقبل أفضل.
وغزة هي فلسطين، كل فلسطين الآن. هي فلسطين 1948. هي الرجال والنساء والأطفال والأجنة الذين يساقون إلى المجزرة.
وغزة هاشم الفلسطينية هي نجمة الصبح العربي البهي.
ليس لغزة فلسطين إلا دمها مداداً لكتابة المستقبل العربي جميعاً.
ولسوف تكتبه…
وفلسطين المحاصرة، الأسيرة، المضرجة بدمائها، المجوّعة، العطشى، المفقرة حتى أن أهلها لا يملكون رغيف يومهم، مطالبة الآن بتصحيح مسار التاريخ في العالم كله!
إنها مطالبة بأن تفرض على أرباب القوة أن يعترفوا بالمقاومة نقيضاً للإرهاب، فهي تحرر الإنسان الذي يسحقه طواغيت هذا الزمان.
إن المحاصَر في فلسطين الآن هو إنسان القرن الحادي والعشرين، بأحلامه وطموحاته، بمعتقداته وقيمه السامية، بحقه في أن يولد ويعيش في بيته، وفي أن يؤمن بربه كما يراه، وفي أن يمارس إنسانيته بحقوقها الطبيعية، أي الحق في الصحة والتعليم والانتماء إلى أرضه والتعبير عن رأيه بغير قسر.
إن فلسطين اليوم هي آخر ثورات الإنسان، والهزيمة فيها كونية والنصر كوني.
والهارب من فلسطين، اليوم، يخرج من التاريخ.
ليس لنا غير دمنا لنكتب أسماءنا على أرضنا وفي تاريخنا.
وأول أسمائنا وآخرها: فلسطين