ها نحن نعود القهقرى، سياسيا، إلى الأربعينات، على المستوى الداخلي، كما تتبدى صورة الانتخابات النيابية المقبلة.
لقد حاول النظام الطائفي “تجميل” الانتخابات النيابية بـ..”الصوت التفضيلي”!.. أي التفضيلي بين طائفي وطائفي، في لائحة مركبة طائفياً، وستكون نتائجها بالقطع، طوائفية، ولسوف يدخل النواب مجلسهم العتيد بطوائفهم صريحة.
إن الوطن العربي يفقد هويته تدريجياً، وتتهاوى مقومات وحدته في المستنقع الطوائفي الذي، يبرر الاقليمية ويحميها، ويوفر مزيداً من امكانات الانتصار للكيانية الطوائفية وهي الحليف الاستراتيجي للعدو الاسرائيلي.
إن كل قطر عربي هو اليوم اكثر طائفية مما كان من قبل..
وطبيعي أن يحوز لبنان، الذي انشأه الاستعمار الفرنسي على اساس طوائفي، قصب السباق نحو .. الامس!
وقانون الانتخاب الجديد لا يفعل الا تكريس ما كان مطلوبا تغييره في طبيعة النظام وقواعد الحياة السياسية فيه، وتثبيت ما هو فاسد وما يمنع وحدة الشعب وتطوير النظام بالمنهاج العلماني واحترام حقوق الانسان وكرامته وحقه في الاختيار.
هيا انضم إلى قطيعك الطائفي، ولا تجادل حتى لا تُتهم في “وطنيتك” واخلاصك لطائفتك وقيادتها وإلحاق الهزيمة بمن يحلم بالغد الافضل.
الغد الافضل من صنع الشيطان، فاحذره وابتعد عنه، وسلم بواقعك، وانصر طائفتك بالأكثر طائفية ومذهبية فيها حتى لا يهزمك دعاة العلمانية وهم الحلفاء المتنكرون للطوائف الأخرى..
كلنا للوطن، للعلى للعلم!