تكاد فلسطين أن تكون مهد التاريخ الإنساني. ففيها ولد وعاش معظم الأنبياء، لذا فهي الأرض المقدسة لجميع المؤمنين في العالم.
وبيت لحم التي كان اسمها قبل ألفي سنة «افراتا» لخصوبة أراضيها، والتي دُعيت بحق «بيت الخبز» تزدحم سيرتها بالأنبياء الذين عاشوا فيها أو عبروا منها إلى سائر أنحاء فلسطين. وقد جاءها النبي يعقوب في القرن الثاني عشر قبل الميلاد وهو في طريقه إلى الخليل حيث قبور اسحق وجده ابراهيم ونسائهما. وأهل بيت لحم هم من دمروا جيش شاؤول وقتلوه، وهي كانت مسرحاً لقصة راعوث التي أنجبت فيها النبي داوود، وإلى جانبها بنى الملك سليمان البرك المعروفة باسمه وكان يتخذها مصيفاً. أما الحدث الأعظم فكان ولادة السيد المسيح في مغارة قريبة منها بعدما هربت السيدة العذراء بحملها إليها. وبعد الاعتراف بالمسيحية جاءت الإمبراطورة هيلانة، أم الإمبراطور قسطنطين إلى القدس وبيت لحم للحج، ثم أمرت ببناء كنيسة القيامة في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم، وقد جددها الإمبراطور جوستنيان، وعندما غزا الفرس البلاد المقدسة لم يدمروا كنيسة المهد. وبعد الفتح الإسلامي زار الخليفة عمر بن الخطاب بيت لحم بعد القدس ودخل كنيسة المهد وحضر الصلاة فيها ثم صلى داخلها وكتب للبطريرك صفرونيوس سجلاً أن لا يصلي في هذا الموضع من المسلمين إلا رجل واحد بعده، ولا تقام فيها صلاة ولا يؤذن، ولا يغير فيه شيء.
بعد الحرب الإسرائيلية سنة 1948 لجأ إليها من المهاجرين الفلسطينيين قرابة خمسة آلاف واستقروا في ثلاثة مخيمات هي الدهيشة وعايدة والعزة. وهي قد اشتهرت بصناعة الخشب المصدف والتطريز وبصناعة الشموع المرتبطة بطقوس الحج لدى المسيحيين، وفي كنيسة المهد يقام سنوياً قداس منتصف الليل الذي يتطلع إليه مئات الملايين في العالم.
أما القسم الثاني من «ملحق فلسطين» فيتناول الحركة النسائية الفلسطينية منذ نشأتها الأولى، ويؤرخ لمراحل تطورها وقياداتها الممتازة اللواتي صار الكثير منهن مؤسسات أو منشطات للحركة النسائية في أكثر من بلد عربي بينها لبنان وسوريا.
من بين هاته الرائدات: ساذج نصار، زليخة الشهابي، وديعه قدورة خرطبيل، ماتيل مغنم، عنبرة سلام الخالدي، عندليب العمد، طرب عبد الهادي، كيتي انطونيوس (وهي زوجة المؤرخ جورج انطونيوس من مواليد دير القمر)، مريم عبد الغني هاشم وغيرهن كثيرات.
ولقد شاركت المرأة الفلسطينية في الثورة بجدارة، وقدمت شخصيات قيادية مميزة، بينهن: انتصار الوزير (أم جهاد)، فاطمة برناوي، ليلى خالد، أمينة دحبور وعبله طه.
كذلك فإن المرأة الفلسطينية لم تبخل بدمها وهي تنصر قضيتها المقدسة، وبين الشهيدات تتوهج أسماء شادية أبو غزالة ورجاء أبو عماشه ودلال المغربي، وأسماؤهن جميعاً تستعصي على النسيان.
فلسطين ولادة، والطريق إليها متوهج لا يضيع عنه من يقصدها.
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان