لم تعد القمم العربية اينما عقدت موضع اهتمام المواطن العربي من محيطه الى خليجه.
فكيف يهتم المواطن العربي بقمة عربية تعقد في اطار الجامعة العربية التي امينها العام احمد ابو الغيط وزير خارجية نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي ثار عليه الشعب المصري والكل لا ينسى تصريحه الشهير “اذا احد من فلسطينيي غزة فكر بعبور الحدود مع مصر سنقطع رجله”.
حتى قادة النظام العربي الرسمي لم يعودوا يهتمون بالقمم التي هم يقرون انعقادها، واصبحوا يرون ان حضورها او عدمه هو “مجاملة للدولة المضيفة” والدليل انه في معظم القمم العربية كان رئيس الدولة المشاركة يلقي كلمته ويغادر بعدها لا ينتظر مجاملة نظرائه بالاستماع لكلماتهم، هذا اذا ما “جامل” وحضر ولم يجد عذرا لتغيبه.
القمة الاقتصادية التي عقدت في بيروت الاحد كانت “قمة مهازل” القمم العربية، وليس السبب ـ كما قال انصار محور سوريا وايران ـ هو “امر اميركي للدول الخليجية والعربية بعدم الحضور وافشال هذه القمة التي تعقد في الدولة المرتمية باحضان حزب الله”.
السبب هو الدولة اللبنانية “الفاشلة” التي لا حكومة فيها ولا سلطة ولا هيبة، فرئيس الجمهورية الذي هو رئيس القمة لا يحكم، بل هو العوبة بيد صهره ووزير خارجيته المتحالف مع حزب الله ليبقى في الحكم، ورئيس حكومة “مكلف” غير قادر على تاليف حكومة، فكيف سيكون قادرا على رئاستها، وبرلمان “منتخب طائفيا” لايعقد اجتماعاته، ورئيسه ـ وهو الادهى بين السياسيين اللبنانيين ـ يتلقى تعليماته من دمشق، والذي يؤكد ذلك انه امتنع عن حضور القمة التي تعقد في عاصمة بلده لأن هذه القمة عقدت بدون توجيه الدعوة للنظام السوري، وكان نفسه قد حاول منع انعقاد القمة باستفزاز الدول العربية الاخرى حين قام “اتباعه” في حركة “امل” بانزال العلم الليبي في شوارع بيروت واحراقه ،على خلفية اختفاء الامام موسى الصدر في ليبيا بعهد الرئيس القذافي قبل ثلاثين عاما.
لذا قاطعت ليبيا القمة، واعلنت تونس غضبها وخفضت من مستوى تمثيلها، ووجد قادة النظام العربي ان هذه “الغوغاء “تؤكد ان لا سلطة للدولة في لبنان، وان القمة تعقد تحت وصاية “الثنائي الشيعي”، لذا وجدوا الحجة لعدم الحضور.
في عام 2002 حين عقدت قمة بيروت كانت واحدة من اهم القمم العربية حضورا ونتائج، وهي القمة التي اقرت المبادرة العربية للسلام والمقترحة من السعودية، ورغم انه في حينها كان لبنان تحت الوصاية السورية، الا انه كانت هناك دولة وكان هناك رئيس جمهورية ورئيس حكومة حجمه اكبر من حجم العديد من القادة العرب الذين حضروا.
عام 2002 نجحت القمة العربية لان لبنان كان كبيرا، وكان يحظى بمحبة معظم العرب ان لم نقل كلهم.
ولبنان بفضل زعماء الطوائف فيه، اصبح لاسلطة فيه ولادولة لان هؤلاء الزعماء اضاعوا احترام بلدهم، فكيف سيحترمه الاخرون؟؟