لم يعرف تاريخ الشعوب محتلاً بمثل وحشية الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.
الأخطر أن هذا المحتل المتوحش يقتل، بمختلف أنواع القتل الجماعي، الأطفال والفتية والصبايا والنساء والشيوخ، بلا خوف من العقاب.
انه السفاح والقاضي ومحامي الدفاع عن القتل، وضحاياه لا يجدون من يدافع عنهم ويطالب بحقوقهم، أحياء وشهداء، إلا بضعة مناضلين أجانب، تهز ضمائرهم هذه الجرائم ضد الإنسانية فيرفعون أصواتهم بالإدانة والاحتجاج على الوحشية الإسرائيلية.
آخر البدع التي ابتكرها الاحتلال الإسرائيلي انه سيقتطع تكاليف إطعامه الأسرى الفلسطينيين في سجونه من مستحقات السلطة الفلسطينية عليه.
أي انه يقتل أهل الأرض على حسابهم الخاص، ويتقاضى كذلك بدل أتعابه على “تأدية” هذه “الخدمة الإنسانية” الجليلة..
وطالما أن المحتل لا يخاف من الحساب والعقاب فان بوسعه أن يبتكر ويجدد في أساليب القتل والتعذيب داخل السجون، فضلاً عن مطاردته الفتية والصبايا برصاص جنوده في الشارع، وحتى داخل بيوتهم..
وطالما أن العرب في غيبوبة أميركية طويلة، معززة بقات النفط وحشيشة الغاز..
وطالما أن الرأي العام العالمي مخدر إلى حد العجز عن مواجهة الضغوط الأميركية ـ الإسرائيلية فلسوف يمضي العدو في إذلال هذه الأمة التي كانت “خير أمة أُخرجت للناس”، ولم تعد كذلك مطلقاً..
مع ذلك فالمقاومة لا تفتأ تجدد أساليبها وتبتكر أشكالاً جديدة للمواجهة.. ويثبت الجيل الجديد أنه أكثر شجاعة وإقداماً واستعداداً للتضحية من آبائه وأجداده الذين يتوزعون بين شهيد وأسير ومقاوم عجوز يربي أبناءه ليكونوا الأفضل في مواجهة المحتل..