نحتاج إلى أحمد الأحمد وراء كل مجرم وكل قاتل في أي أرض وكل أرض. نحتاجه في غزة والسودان، ونحتاجه خلف كل يد تضغط على زنادٍ مجرم من الساحل إلى السويداء.
لم يفعل ابن ادلب سوى أنه أعاد إلى الإنسانية أحد وجوهها البسيطة: هناك قاتل وهناك ضحية، والأولية هي إيقاف القاتل لا التساؤل عن هوية القتيل… لا طوائف ولا أديان ولا تبريرات لا تقنع، ولا مقارنات تُخفف الجريمة.
عندما انقض أحمد الأحمد على القاتل مخاطراً بحياته، أعاد صياغة السردية وتدَخَّل دون أن يدري كي يعدِّلْ نهايتها. لولاه لكانت القصة تكراراً لحكاية الإرهابي الإسلامي الذي يتعرض لأبرياء، وهم كانوا الأمس، يهوداً في سيدني تعرضوا للقتل لا لسبب سوى يهوديتهم. معه أصبحت الحكاية تحتمل نهايات أخرى. على الأقل لم يعد بالإمكان إحالتها ببساطة مُعتادة، على جماعةٍ بأسرها.
ربما علينا أن نتأمل ملياً هذا الحدث الذي دخل حياتنا، والذي على عنفه وعبثيته وإجرامه، ومن ثم انسانيته وجرأته، قد يحمل بعداً جديداً نحتاج إليه لا في سوريا وحدها وإنما في العالم كله، وهو عالم بات يحكمه أمثال ترامب ونتنياهو.
أحمد الأحمد قدم لنا بعفوية كاملة، مايمكن أن نكون عليه إذا ماتركنا جانباً، بعضاً مما يلتصق بأجسادنا، ولأسباب عديدة ومفهومة، من أدرانٍ وأوساخ. له ألف تحية!

