كان غياب “أبو يحي” وتقاعد “أبو مصطفى” و”أبو ماجد” وسائر رفاقهم فجيعة لمحبي الدبكة البعلبكية بما هي تعبير أصيل عن الرجولة والفروسية والنخوة، والتي تقوم على حركة الكتف لا القدم، والتي تحكمها وتضبط ايقاعها وملامح الوجه بتعبيرات الفرح والنشوة وحب الحياة..
..حتى جاء عمر حمادة وأعاد بعث الدبكة البعلبكية الأصيلة، وجدد في الشكل والثياب دون أن يخرج عن المضمون.. بل انه أضاف بشبابه وحيويته وابتسامته المشرقة وليونة جسده، والتمرينات الشاقة لمن اختار من الشباب البعلبكي ليكونوا في فريقه الذي أخذ يتزايد عدداً وحسب تدريبه عبر “المعهد” الذي أنشأه عمر حماده بالتعاون مع بعض محبيه والحريصين على حماية هذا التراث الغني الأصيل وتطويره..
ولقد نجح عمر حماده بجهده ودأبه وإخلاصه لفنه وأصالته في حماية هذا الفن الأصيل وتطوير الشكل والخطوات مع الحرص على عدم مغادرة الأصل وحفظ تراث الآباء الكبار لهذا الفن الجميل، بكل سمات الرجولة فيه، مع الحفاظ على حق الفتيات في المشاركة لإضفاء مسحة من الجمال والرقة المتممة والمؤكدة لـ”فحولة” الرجال.
فرقة هياكل بعلبك الآن مجموعة من الفرق التي تتوزع في ليالي الفرح على مختلف أنحاء لبنان، شمالاً وغرباً وجنوباً وجبلاً إلى بيروت إضافة إلى بلاد بعلبك.
انها ـ مع عمر حمادة ـ عنوان الفرح والأصالة والرجولة، بقدر ما أكدت عراقة هذا الفن الشعبي، طالما وجد من يحميه ويطوره ويجدد فيه من دون المس بأصالته.
وبالتأكيد فقد كان للمطرب ذي اللون المميز الذي أضاف جديداً إلى التراث البعلبكي، علي حليحل، دور حيوي في حفظ هذا التراث بأغانيه التي غالباً ما تنشر روح الفرح في المناسبات المبهجة.