أصحاب الدولة
والمعالي والسعادة والسيادة
أيها الحفل الكريم
مساء الخير
عفواً لهذا الخطأ
بل صباح الخير
ولأننا في حضرة “السفير”، ونحن ما اعتدنا إلاّ أن تكون بداية صباحنا مع “السفير” فمعها كان يبدأ النهار لنكمل المشوار..
فقبل أكثر من أربعين عاماً بدأت “السفير” كتابة الحلم.. كتبت لنا وعنا، كمواطنين، كتبت عن الشعب وحقوقه، كتبت عن الوطن الصغير وحريته ودوره الطليعي عربياً، وكتبت عن الوطن الكبير الذي طالما حلمنا به وكتبت عن فلسطين وجعلتها بوصلة كل الاتجاهات.
نعم.. بالحبر كتبت، بالعرق كتبت، بالدم أيضاً كتبت وكتبوا اسم طلال سلمان بالرصاص وكتبوا مطابعها بالديناميت..
وها هي “السفير” مع أهلها، مع وطنها، تعتزّ بها بأنها خاطبت جيلاً أول ثم جيلاً ثانياً.
وفي أثناء إكمال مسيرتها لبناء العلاقة مع الجيل إضطرت للاحتجاب..
الجريدة التي ولدت مع الربيع ومع تجدد الحياة..
وفي ذروة جهدها واجتهادها لتكون ربيعاً للصحافة في بلد الحرف.. توقفت عن الصدور..
والآن نحن نعيش الغياب الموجع، الغياب الذي أوجع من يحملون الأمل.
أشعرنا بأن جيلاً بكامله قد هزم. هزم بآماله في عصر التروي والانحطاط هذا الذي دفع بكثيرين أتعبهم حمل العروبة إلى التخلي عنها..
“السفير” التي رسمت لنا صورة الوطن والأمة والتي تبدأ من حبة مطر الى مزراب الماء الى مكاتيب الحب، الى رائحة الكتب، الى طيارات الورق الى سجادة الصلاة الى الزمن المحفور على جباه الكادحين.. الى زمن العشق الى العاشق لحبيبة تجاوزت الأربعين من شبابها الأول واستمد من عشقها شبابه الثاني جعلته يحمل الجمر بين يديه وهو يبشر بقدوم الربيع رغم كل هذا الصقيع.
كلمة عريف الحفل التكريمي لجريدة “السفير” الذي اقامته جمعية التخصص والتوجيه العلمي في 2017/3/23