ليس من بلد عربي مستقل حالياً… واسرائيل هي الدولة العظمى في المنطقة، وهي تستغل السقوط العربي فتقْدم ساعة تشاء على توسيع مساحة الارض التي لم تكن لها في أي يوم.
سقط العرب، أو انهم أسقطوا أنفسهم من التاريخ، وعادت بلادهم ذات الثروات الخرافية بالنفط والغاز، والكفاءات المميزة في الفن والادب والعلوم والتراث العريق في المعرفة، إلى صورتها الأولى: صحارى وقبائل وطوائف ومذاهب مصطرعة لحساب الغرب عموماً، والعدو الاسرائيلي خصوصاً.
ليس من بلد عربي مستقل حالياً… واسرائيل هي الدولة العظمى في المنطقة، وهي تستغل السقوط العربي فتقْدم على توسيع مساحة الارض التي لم تكن لها في أي يوم: توسع حدودها متى شاءت على حساب شعب هذه الأرض الذي كان شعبها دائماً، متحدية الشرائع والقوانين جميعاً، ومن تبقى من العرب، العاربة والمستعربة لا فرق، لتصل إلى مجرى نهر الاردن في الاغوار، حيث مقامات شهداء معركة فتح دمشق بعنوان ابي عبيدة بن الجراح.
الطارئون على الارض المقدسة الذين احتلوا فلسطين بقوة السلاح والدعم السياسي المفتوح، غرباً وشرقاً، والذين يذلون العرب، خارج فلسطين، من أول الجنوب والضاحية إلى البقاع واقصى الشمال، إلى ضواحي دمشق وحمص وحماه وصولاً إلى القامشلي ودير الزور، عند الحدود العراقية… وتستقبل بعض العواصم العربية قادتها من السياسيين وكبار الضباط في أجهزة المخابرات (عمان الاردن، وسلطنة عمان ومشيخة دبي) بلا حرج أو خوف من المحاسبة.مقالات ذات صلة
خطة الضم الكولونيالية الإسرائيلية
ليس لفلسطين سوى “الغموض البنّاء”
سقط العرب، أو انهم أسقطوا أنفسهم من التاريخ، وهم الآن اذلاء يستجْدون المساعدات، ويهدر الاغنياء منهم ثرواتهم في شراء أسلحة لن تستخدم إلا ضد اشقائهم العرب (نموذج اليمن التي يجتمع على قتالها وتقسيمها السعودية ودولة الامارات العظمى.. في حين اكتفت إمارة قطر العظمى هي الأخرى بتمويل حرب الرئيس التركي أردوغان ليعيد حكم السلطنة على الليبيين. كذلك فان اردوغان يحاول اقتطاع بعض الشمال السوري، ويرسل مئات من اللاجئين السوريين إلى ليبيا لكي يقاتلوا (ويموتوا) من اجل “بعث السلطنة”.
أي أن من كانوا بعض أهل سوريا التي كانت “قلب العروبة النابض”، والذين صنعوا تحت قيادة جمال عبد الناصر أول دولة للوحدة العربية باسم “الجمهورية العربية المتحدة”، والذين ذهبت بعض طلائع المجاهدين منهم لقتال الاستعمار الاستيطاني الفرنسي في الجزائر.. قد أذلّهم التشرد بعيداً عن بلادهم، والحاجة إلى أبسط أسباب العيش فلجأوا إلى تركيا تزيد من اذلالهم بدفعهم لقتال اخوة لهم في العروبة على بعد آلاف الاميال، في ليبيا ولحساب الاحتلال التركي لبلد عربي شقيق وتعظيماً لأمجاد السلطان أردوغان.
.. فأما العراق، بلاد الخير والنهرين، والنفط، فان شعبه يغرق في تعاسة فقره، والمحاولات المستمرة لإثارة الفتنة فيه، وعلى أرضه – حتى اليوم – بقايا جيش الاحتلال الاميركي الذي اقتحم أرض الرافدين بذريعة إسقاط صدام حسين، ومعه كتائب من “الجيوش الحليفة” التي شاركته في ذلك، بعد غزوة صدام حسين للكويت، التي سرعان ما أخرج منها بعدما جندت الولايات المتحدة الاميركية بعض العرب ضمن جيشها وتحت قيادتها لإخراجه من بلاد النفط و”درة الخليج”، الكويت!
هل من الضروري التذكير أن قاعدة العيديد في قطر قد سلمها “الشيوخ” للأميركيين، ثم جاء اتراك أردوغان ضيوفاً عليها.. كما أن امارة قطر كانت السباقة في الاعتراف بالكيان الاسرائيلي، مع أنها بعيدة عن فلسطين آلاف الاميال، وعديد شعبها أقل من عدد سكان حي في القاهرة أو دمشق أو بغداد أو حتى بيروت.
هل انتهت أيام العزة والاستقلال ومقاومة الاستعمار واجلائه عن الأرض العربية؟مقالات ذات صلة
من منطقة الساحل إلى ليبيا: الحراك والأمن القومي
هل دار التاريخ بالعرب دورة كاملة فأعادهم قرناً كاملاً إلى الخلف، أي إلى سنة 1920، حين تقاسمت فرنسا وبريطانيا المشرق العربي، ورفض السلطان العثماني عبد الحميد أن يعطي فلسطين للحركة الصهيونية عندما زاره المروج للمشروع هيرتزل، في عاصمة السلطنة، إسطنبول؟
وهل يحتاج العرب قرناً جديداً لكي يستكملوا تحرير أرضهم، بما في ذلك فلسطين، أم أن التاريخ لن يعيد نفسه، فتندثر الدول العربية وتقوم السلطنة الاسرائيلية بالشراكة مع السلطنة العثمانية بوراثة العرب وطمس ذكرهم في التاريخ.
تنشر بالتزامن مع السفير العربي