»السفير« تصدر الملحق الشهري
»كتاب في جريدة«
*******
قبل خمس سنوات بالضبط، وبعد اتصالات دولية لتحديد الموعد، زارنا في مكاتب »السفير« وفد له صفة تمثيلية في اليونسكو، ليعرض علينا مشروع »كتاب في جريدة« باللغة العربية، بعد نجاح التجربة بالاسبانية.
تحمسنا للفكرة، وجرت مناقشة عامة لاحتمالات النجاح توزيعا وتأثيرا، ومن منطلق خدمة الثقافة، عربيا، بتوسيع دائرة القراء وتعميم النتاج الادبي، رواية وشعرا، تراثا وإبداعا جديدا، على جمهور الصحف، وهو أكبر بما لا يقاس من مشتري الكتاب.
بعد سنة، تقريبا، جاءنا شوقي عبد الأمير، الذي كنا عرفناه شاعرا، ليقدم نفسه بوصفه المسؤول من طرف اليونسكو عن مشروع »كتاب في جريدة« باللغة العربية.
فرحنا بصديقنا العراقي، الذي بات الآن دوليا، وان ذلك لم ينقص من انحيازه للبنان، وحاولنا مساعدته قدر الطاقة في اتصالاته بالرسميين، وقد تطلب الامر منا ان نشرح لهم الفائدة وان نحضهم على مد اليد بالمساعدة المالية لكي تكون بيروت مقر المشروع.
كنا على علم بأن الاتصالات قائمة ايضا مع الزميلة »النهار«،
ولأننا لم نكن بصدد الدخول في منافسة في مثل هذا المجال، فلقد تقبلنا ببساطة ان يعقد الاجتماع الاول لمناقشة الوجه التنفيذي للمشروع في غرناطة؟! فلا ندعى إليه، ثم ان يقرر من بيدهم القرار ان يكون المشروع من نصيب »النهار«.
ونسينا الامر تماما، فما يعنينا ان يتيسر للنتاج الثقافي الفرصة للوصول الى أوسع جمهرة من القراء.
ومرت سنة على صدور »كتاب في جريدة« عن »النهار«.
في ختام تلك السنة، أي في خريف 1998، جاءنا شوقي عبد الأمير، من جديد، ليبلغنا ان »النهار« أبلغته قرارها بالتوقف عن إصدار ملحق »كتاب في جريدة«، طالبا ان تتولى »السفير« هذه المهمة.
ودار نقاش ساخن داخل أسرة »السفير«، وارتفعت الاصوات بالاعتراض، وكانت خلاصة منطقها الغاضب: لا يجوز ان نقبل الآن، ما كانوا قد حجبوه عنا في البداية، بغير تبرير، لا يجوز ان نكون البديل او اللاعب الاحتياطي!
ترددنا طويلا، وحاول شوقي عبد الأمير إقناعنا بكل ما ملك من مواهب، دبلوماسية وشعرية، وفي مجال الخدمات العامة كموظف »دولي«.
تكررت محاولات الاقناع، وتكرر الاعتراض،
ثم انتبهنا الى حقيقة مفادها: ان »السفير« هي وحدها المؤهلة لنشر مثل هذا الملحق الذي يفترض انه مكرس لخدمة الثقافة العربية.
وكان في جملة من حاورنا فأفحمنا بعروبتنا الوزير الصديق محمد يوسف بيضون، خصوصا وهو يتولى بين حقائب عدة وزارة الثقافة،
وبيروت قد اختيرت عاصمة ثقافية لهذا العام، فاذا لم تكن خدمة الثقافة هي الغاية فان خدمة بيروت تظل واجبة.
ولم يكن أمامنا غير القبول، وغير الذهاب الى القاهرة لحضور الدورة الثانية ل»كتاب في جريدة« التي انعقدت في أحضان معرض الكتاب، والمشاركة في مناقشة خطة النشر في العامين المقبلين.
وابتداء من هذا العدد، ومع أول أربعاء من كل شهر، ستوزع »السفير« على قرائها ملحقاً مجانياً خاصاً يتضمن »كتاب في جريدة«،
لبيروت وللثقافة العربية ولقراء »السفير« في عيدها الخامس والعشرين.
طلال سلمان
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان