ها هي تونس الخضراء تكمل دورها الريادي، ويتقدم شعبها ليكون المثال والقدوة لجماهير الامة العربية، في مختلف اقطارها، مضيفا إلى زخم الثورة قدراً عالياً من الرقي والتحضر والايمان بالديمقراطية طريقاً إلى المستقبل الافضل.
ولقد جاء خطاب الرئيس الجديد الدكتور قيس سعيد، الذي وصل إلى السدة، بالانتخاب الديمقراطي في المجلس النيابي بعد فوزه الباهر في الانتخابات النيابية، ثم بعد تقدمه بأشواط على منافسه نبيل القروي، الذي كان معتقلاً، لكن توقيفه لم يكن تزكية له في الانتخابات الرئاسية.
إن هذا الخطاب المركز على القضايا الأساسية، والمختصر بحيث تجاوز “المعركة” التي نافسه فيها مرشح كان معتقلاً بتهمة الفساد، كان بليغاً ومقتضباً وان كان قد اشار فيه إلى تعلق التونسيين بالديمقراطية، و”أن ما يعيشه التونسيون اليوم أذهل العالم باحترام الشرعية وقيادة ثورة حقيقية بأدوات الشرعية”.
واشار الرئيس قيس سعيد إلى أن التونسيين والتونسيات بحاجة إلى علامة ثقة جديدة بين الحاكم والمحكومين… وان الكل حر في خياراته وقناعاته، وان مرافق الدولة يجب أن تبقى خارج الحسابات السياسية.
وشدد الرئيس الجديد، الذي شكل فوزه مفاجئة مفرحة للتونسيين، وللعرب عموماً، خصوصاً وانه استذكر قضية الامة، فلسطين، مؤكداً أن هذه القضية في وجدان التونسيين، مشيراً إلى أن هذا الموقف ليس ضد اليهود، بل ضد الاحتلال.
أما بالنسبة لحقوق المرأة فقد أكد انها تحتاج إلى مزيد من الدعم خصوصاً في المجال الاقتصادي.
الملفت أن الرئيس الجديد قد أعلن انه لن “يسكن” في القصر الجمهوري بقرطاج، بل سيمضي فيه دوامه الرسمي على أن يعود بعده إلى بيته الخاص، في قلب تونس العاصمة.