مثل كل مبدع أنعش صباحاتنا بالسخرية من تقاعسنا وثبوط همتنا في مقاومة حكم الظلم والظلام ومعهما الاحتلال الاسرائيلي المغطى بالهيمنة الاميركية.
مثل حسين بيكار وجورج البهجوري والمبدع بهجت عثمان المعروف بـ”بهاجيجو”، والشاعر ـ الكاتب ـ الفنان الممثل المتميز في الكاريكاتور والفنون الشعبية صلاح جاهين، كان ناجي العلي مقاتلاً بريشته الساخرة إلى حد الجرح.
هو صاحب قضية يؤمن أن تحرير فلسطين هو موعد الوطن العربي مع الحرية والاستقلال والوحدة وسائر رموز الغد الافضل.
ناجي العلي كان الضمير الذي يحاسبنا كل يوم، في “السفير” او في “القبس” لا فرق عنده بين أن تصدر في الكويت ام في لندن، المهم أن تبقى له مساحة للتعبير عن وجعه والايمان بحقه في ارضه التي غادرها صبيا ليعيش في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، في بعض ضواحي صيدا.
ولقد عاش ناجي العلي في قلب التحدي، تحدي الاحتلال الاسرائيلي والاستسلام العربي والمساومة التي انتهت اليها المقاومة الفلسطينية فجرأت عليها من صرعه برصاص الغدر في لندن..
ناجي العلي رمز النضال من اجل التحرر والتحرير، لم يمت.. فما تزال صرخاته المدوية عبر ابداعاته في فن الكاريكاتور تهز الوجدان، يمر بها الزمان فتزداد توهجاً ولا تنطفئ..
تحية لهذا المبدع الذي كان يختصر بقلمه ورسومه وابداعه قضايا الامة العربية جميعاً بعنوان فلسطين.