.. هي ظاهرة مفرحة أن تكون النساء في لبنان قد اتخذن القرار بخرق “المحظور” والتقدم الى الانتخابات بهمة تفوق همة الرجال وبحماسة تحدي المقدر والمألوف.. والمرشحين.
ولقد انتشر هذا التحدي بالعدوى، بين المهتمات بالشأن العام، والطامحات الى إثبات الوجود، والراغبات في التأكيد أن النساء قد يكن الأكثر اهتماماً والأدق في رعاية قضايا الناس، لا سيما ما يتصل بشؤون المرأة عموماً والأطفال خصوصاً.
وانه لحدث مهم، بل تاريخي، أن تقدم حوالي المئة من الصبايا والسيدات، زوجات وامهات، وأحياناً موظفات، على التقدم الى الامتحان الصعب في مواجهة المرشحين نواباً أو طامحين الى دخول الندوة النيابية.
انها شهادة للأجيال الجديدة، شباناً وشابات، بقدر ما هي تأكيد على أن “عهد الحريم” قد انقضى، بلا رجعة، والأهم: ان ذلك قد تم بموافقة الرجال، وأحياناً بتحريض منهم، طلباً للتجدد والتغيير.
ومن الطبيعي أن يكون بين المرشحات بعض عاشقات الكاميرا والطامحات الى الظهور، وبينهن من تستقوي على زوجها الى حد حبسه في البيت أو إجباره على مرافقتها كتابع، ولكن الغالبية من هؤلاء المرشحات يخضن معركة تحدي مع الذات ومع المجتمع الذي كان مغلقاً في وجه النساء، ينظر إليهن ويعاملهن معاملة الحريم اللواتي عليهن أن يبقين في المطبخ فإذا ما خرجن منه فللترفيه عن الرجال، أزواجهن والضيوف.
تحية للمرشحات من أهل الشجاعة الطامحات الى التغيير واللواتي يرين في أنفسهن الجدارة والقدرة على التغيير .. والتقدم!