الصحافي النزيه الاعلامي اللامع والسياسي المحافظ الذي نجا من سقطات التبعيه للانظمه وهو يطل على تعقيدات السياسه العربيه اللبنانيه من علياء تفاعلها بالفكر والثقافه .. سيبقى له ولجريدته ” السفير ” دين وفضل كبير علينا نحن الذين طرقنا ابواب الثقافه والفن والنقد والشعر والنثر والادب والموسيقى والاغنيه والقصه، من باب جريدته التي اضاءت كل ظلام فترة الحرب الاهليه وما بعدها .
فضلها سابق علينا .. وباق على كثيرين منّا نحن المثقفين تحديداً .. بدءًا من اسبوعية “السفير الثقافي” ويومية الصفحه الثقافيه” لجريدته الغراء .
اكبر دليل على ما اقول هو شعور اليُتْم الذي اصابنا عندما اغلقت جريدته ابوابها لظروف ماديه قاهره فرضها واقع الصحافه الالكترونيه المجحف .
بصراحه انا شخصياً كغيري شعرت بهذا اليتم بسبب صلف اصحاب الصحف الاخرى ..
لطالما كان هؤلاء وما زالوا يمارسون ذلك الصلف والتكابر والفوقيه والإجحاف على المثقفين بشكل مباشر تارةً وبشكل غير مباشر تارة اخرى .. فيختبؤون خلف اقزام وصعاليك لا علاقه لهم بالفكر والثقافه والادب ، فكيف بالابداع ! .
جيئ بهؤلاء الأقزام كموظفين لانهم يتبعون اصحاب واصدقاء السياسيين والزعماء وبصفة ماريونات مُكلّفة بإدارة تلك الصفحات التي غدت تعمل بقيم الجهل الثقافي والانتفاع الشخصي والمادي ، حتى غدا المثقف الذي يكتب لهذه الجريده او تلك كانه شحاذ يشحذ نشر فكره وتعبه ، واذا كتب فعليه اما ان يدفع ثمن نشر المقال بانحناء لشروط مدير ومديرة الصفحه التي لا تهتم باهمية ومعنى الثقافه وابعاد شروطها الفكريه والمعنوية .
كأن المسؤول عن الصفحه صاحب دكان يبيع ويشتري بالمنفعه والقطعه والسطر والكلمه !.
لطالما اعربت له عدة مرات ومن بعيد حالنا الثقافي وما حل ّ بنا بعده رغم انه كان موجوداً ليشهد وقد شهد وشهد ويشهد معه الصديق الكاتب والشاعر والمثقف والروائي عباس بيضون راعي صفحته الثقافيه الذي يعرف ما اقول !.
عام على رحيل هذا الصحافي النزيه والمثقف العارف يتممان علينا يُتمنا هذا .
نشتاق لك استاذ طلال !. نشتاق كما يشتاق الشاعر الى قصيدته التي لم يكتبها بعد، والاديب الى نثره الذي يقطع به ثرثرة الجهل ، والناقد الذي يرى خفايا النصوص والابداع الفني ليضيئ على المشرق فيها المختبئ في ثناياها ، ويسعي مطالباً بإعادة تدوير المعتم فيها .
الى روحك الطاهره سلام الموسيقى في المدونات الموسيقيه المركبه بالابداع . وجمال الشعر في مخيلة الشعراء الكبار و نعومة النثر والادب الذي كنت تتذوقه بعلو .
سأبقى اعزي نفسي وأعزّي الراعي الثقافي والفكري في السفير كل من المثقفين والمفكرين عباس بيضون ونصري الصايغ واهله / اهلنا واصدقائه وجميع من احبه وكل الذين احبهم واحبوه وما اكثرهم .
موقع الحوار نيوز، 25-8-2024